إعلان

إعلان

الخميس، 18 نوفمبر 2010

بوتلميت :المدينة التي أخذت اسمها من نبة صحراوية..وأحياها طريق الأمل


على بعد 150 كيلومترا الى الجنوب الشرقي من نواكشوط، تنام مدينة بوتلميت، التي يقسمها طريق الامل الى شطرين.. متطلعة الى الغد، وسط بحر من الرمال.

بوتلميت، التي أخذت اسمها من تلك النبتة الصحراوية، التي تعد غذاء جيدا للابل، كانت ذات يوم حاضرة من اهم حواضر البلد، وما زالت اسماء من ساكنتها ترن في اذان الموريتانيين وحتى الاجانب، محيلة الى تاريخ حافل، بدءً من الشيخ سيديَّ الكبير، وليس انتهاء بالمختار ولد داداه أول رئيس للجمهورية الاسلامية الموريتانية.
على رمال بوتلميت واسطة العقد في منطقة "آوكار" أطلق الشيخ سيدي محمد ولد الشيخ سيدي، قبل قرن ونصف "موثبته" الشهيرة، التعبير من قاموس الاستاذ الخليل النحوي في كتابه "المنارة والرباط"،: حماة الدين.. إن الدين صارا أسيرا للصوص وللنصارى".
كان البلد حينها يعيش حالة فلتان أمني، وكان الفرنسيون الذين تمركزوا في جنوب النهر منذ قرنين، يتابعون المشهد بعيون مفتوحة، ويمعنون في ممارسة الهواية الاستعمارية القديمة: "فرق تسد"، يدعمون أحد الاجنحة المتصارعة في امارتي الترارزة والبراكنة، نافذتي البلاد على الجنوب، حيث الشبح الفرنسي المطل، قبل أن يعودوا فيناوؤا الجناح الذي كانوا يدعمون.. فجاءت القصيدة تصويرا لما يجري.
.. جاء الفرنسيون، واتخذوا من "ذي التليميت" مقرا لحاكمهم، وبنوا قلعة اتخذوها قاعدة لهم.. اليوم بقيت أطلال تلك القلعة شاهدة على تاريخ ولى.
من فوق الكثيب الذي يطل على المدينة من الناحية الغربية، تبدو أعمدة مقر الحاكم الاستعماري، كبقايا ضرس متسوس، "فيديرب" والاخرون مروا من هنا، لم يحفل بهم رمل المكان، الذي رفض أن تبقى آثارهم عليه، مذكرا اياهم انه رمل، وانهم أبناء الثلج، والثلج لا يقوى على لفح سموم الصحراء.
غير بعيد من مبنى حاكم المقاطعة دشن الرئيس الفرنسي الاسبق شارل دي غول معهد الدراسات العربية والاسلامية عام 1957، رفقة عبد الله ولد الشيخ سيدي، الذي تكفل ببنائه، تخرجت من ذلك المعهد أولى مفرزات المتعربين في البلد.
بين جدران المعهد، الذي صار فيما بعد مقر إدارة ثانوية بوتلميت التي تمددت من حوله، درس رائد الشعر الموريتاني الحديث أحمدو ولد عبد القادر، الذي عاد اربعين سنة بعد ذلك التاريخ ليجلس في الفصل عينه، رفقة فريق قناة الجزيرة، الذي كان بصدد تصوير حلقة عن "أدب المقاومة".
لم يكن ولد عبد القادر، الطالب الوحيد الذي درس هناك، آخرون يضيق المقام عن ذكرهم، كانوا معه في معهد بوتلميت.
اساتذة المعهد كانوا كبارا، جميعهم من فطاحلة علماء البلد: محمد عالي ولد عدود، ومحمد ولد أبو مدين.. وآخرون.
ذهب المعهد مع طرق الجفاف أبواب البلاد، وجاءت "الليسيه" محله، قبل أن يولد قبل سنوات معهد فرعي تابع للمعهد العالي للدراسات الاسلامية، وكأن بوتلميت تصر على أن لا ينسى أحد أنها قلعة من قلاع الثقافة العربية الاسلامية التليدة.
سنوات بعد دخول المدينة الالفية الثالثة زارت الشيخة موزة بنت ناصر المسند حرم أمير قطر المدينة، لتدشين مستشفى حمد بن خليفة، الذي جاء ليلبي احتياجات السكان الصحية، تجولت رفقة ابنة المدينة ام كلثوم بنت الناه حرم الرئيس الاسبق اعل ولد محمد فال في المدينة، شاهدتْ الازقة الضيقة الملتوية، فقررت أن تعيد بناء المدينة على نفقتها، وما زال السكان ينتظرون مدينة "موزة" بفارغ الصبر.
الأزقة الضيقة.. والقلعة الاستعمارية القديمة، ومدرسة "الفرنسية"، التي درس فيها المختار ولد داداه وإداريو موريتانيا الاوائل، ومعهد "العربية".. ومدينة "موزة" المنتظرة.. واسماء كبيرة.. علماء وسياسيين وأدباء.. بعض عناوين المدينة، التي لم تتخلص تماما من الماضي لتعيش الحاضر والمستقبل.

محمد ناجي ولد أحمدو
المصدر: صحراء ميديا


هناك 4 تعليقات:

  1. السلام عليكم يا أهل بوتلميت . أنا والدتي تسكن هناك ولم أراها منذ خمس عشرة سنة يقال لها (مل بنت التلمودي) من أهل البدو الرحالة وأطلب منكم إخباري عنها إطا وجدتم أخبارها وألف شكر لكم . والأمر ضروري ومؤكد . (إنها أمي) على البريد الألكتروني
    louleid.85@gmail.com

    ردحذف
  2. ماهامك تجبره انت اهرك موجود خارج موريتاني

    ردحذف
  3. صرحة ان اهل بتلميت متميزين ويعود لكم الفضل الكبير في بناء الوطن وفي نشر الثقافة فشكرا لكم وهنيئا لكم بهذ الانجاز

    ردحذف
  4. صدام ولد العتيق27 يونيو 2013 في 1:41 ص

    ألاعم صباحا ياأباتلميتـــــــا واحزن من النجاح ماأردت وشيتــــــــا
    وساق إليك الله كل فضيلـــــــــة ونادى منادي الفضل نحوك هيتـــــــــا

    ردحذف