إعلان

إعلان

الأحد، 5 يونيو 2011

ديمي إلى جنات الخلد بقلم : باباه سيدي عبد الله




باباه سيد عبد الله

كل نفس ذائقة الموت صدق الله العظيم
رحم الله أختي العزيزة ديمي بنت آبه، واحتسب في ميزان حسناتها ما قدمتــــْه من صدقات السر، وإكرام العلماء، وإيواء عابري السبيل واليتامى والمكلومين، وما ضمدتــْه من جراح الملهوفين والمرضى والمحتاجين.
لم تكن أختي الغالية – رحمها الله- مجرد صوت ملائكي انطلق من وديان وسهول وهضاب (تكانت) فكان الكون رجــْعـًا لصداه، بل كانت إنسانة غاية في الأخلاق و الجود والإنفاق والتواضع.
لم تكن أختي الفريدة- رحمها الله- مجرد عندليب ضبطــــْـــنا دقات قلوبنا على نمنمات بسطه وقبضه، محلقا في فضاءات التبتل بالمديح النبوي، ومقامات حب الوطن، والإلتزام بقضايا الأمة والعالم، بل كانت مدرسة للفن السامي سمو أخلاقها والراسخ رسوخ بيتها ومجموعتها في الأصالة و السؤدد.
لم تكن أختي الكريمة- رحمها الله- مجرد "ريشة" خلــَّدتْ – بفيض من الإبداع اللامتناهي- مدائح كعب و البوصيري والبرعي،بل كانت هامة شامخة بين أساطين الفيض الرباني في خلوات ذاتية لا يكسر رهبتها إلا تضرع ودعاء بحسن الخاتمة والمآب.
وكم عاب البعض على أختي المنفقة – رحمها الله- أنها لم تدخر لنفسها قصرا مــــَــــشيدا أو سبائك ذهب أو فضة مما منَّ الله عليها به، وهي قبلة الكرماء والأجواد.
لقد ظلموها، فالإنسان لا يُخلَقُ مرتين، وديمي- رحمها الله- خُلقت وتوأمها الكرم والإنفاق، فما حادت عن هذا السبيل يوما من الأيام.
ولم أكن مبالغا يوم خاطبتُها – وهي تتسلم جائزة "الصوت الذهبي" عن جدارة- قائلا:
(جادًا) وتاجاً من الأمجاد والألقِ
يا نجمة الفن والإحسان والخــُـــــلق...
تربعي فوق عرش الفن شامخة
سيري مظفرة في ذلك النسق...
ولن أوفيك حقك – يا أختي العظيمة- إن أنا صرفت في صيغة المضارع أبياتا نظمتُها ونحن في طنجة قبل ست سنوات:
الفن بعدكِ تائهٌ برجاله
ونساءه لا تسألي عن حاله
أنتِ التي تعطين هذا الفن ما
يــُــــعليه من أخلاقه وجماله
إن تتركيه يعش غبيا أحمقا
متجردا من لبسه ونعاله
وها أنت تتركيننا وتتركينه إلى رب غفور رحيم كريم، سيسكنك فسيح جناته بين الصديقين والشهداء والصالحين،وسيلهمنا الصبر والسلوان، فنحن له ونحن إليه راجعون.
لقد كنت عزيزة، غالية، فريدة، كريمة، منفقة.
وكما أكرمك الكرماء والعظماء والأبطال في مشارق الأرض ومغاربها، أرجو أن تكوني آخر كوكب تفرط فيه موريتانيا الرسمية، بعد أن تهاوت كواكب مجرتها الواحد تلو الآخر.
أما استدراك ما فات موريتانيا الرسمية من تكريمك في وأنت على قيد الحياة، فمتاح بإطلاق اسمك على معهد للفن، أو دار للشباب، أو شارع كبير، أو جائزة سنوية للإبداع الفني.
********
اللهم ارحم ديمي بنت آبه برحمتك التي وسعت كل شيء.
اللهم إنها أمــَتك نزلت بك، وأنت خير منزول به، فاغفر لها ووسع مدخلها.
اللهم ثبتها على الصراط، اللهم لقنها حجتها، اللهم ثبتها عند اللقاء.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

هناك 3 تعليقات:

  1. باباه انت اتبان شارب الصديقين والشهداء بميه اكليل
    انت ذل ادكول راسلك بيه ولد عبد العزيز

    ردحذف
  2. أرجو أن تكوني آخر كوكب تفرط فيه موريتانيا الرسمية، بعد أن تهاوت كواكب مجرتها الواحد تلو

    هل تعنى القادة العرب ام تعنى الناه ومن حرج معها
    لم نكن نعلم عن مورتانيا الغير رسمية....

    ردحذف
  3. أنزلوا الناس منازلهم ولاتضخمون الأمور، والميت إذاصار في قبره وجب الإمساك عنه، فالمبالغة في الإطراء أقرب إلى الاستهزاء

    ردحذف