الصحفي يعقوب ولد باهداه |
في مقابلة مثيرة وشيقة مع " المنارة " يتحدث الصحفي الشاب يعقوب ولد باهداه عن تجربته في المهنية الصحفية ومراحل دراسته النظامية , كما يشرح موقفه من عدة تجارب مرت به في حياته وخاصة ما أثير عن مقال كتبه عن السلفيين .
كما يتناول الزميل يعقوب بروح أدبية رصينة وحس صحفي عدة قضايا في التجربة والدراسة والأعمال التي قدمها في مساره الصحفي .
ونحن في مدنة بتلميت ننشر للقراء الكرام هذه المقابلة للإطلاع علي مجهود أحد أبناء المدينة البررة المخلصين .
نص المقابلة
قرائنا الكرام نرحب بكم في هذه الحلقة السادسة عشر من سلسلة مقابلات أجرتها صفحة المنارة مع نخبة منتقاة من سياسي ومثقفي البلد و ضيفنا فب هذه لحلقة إعلامي وصحفي مميز تعرض للكثير من الأزمات لكنه كان دائما يخرج منها منتصرا اشهتر بمهنيته وتجرده من ذاته مما عرضه في بعض الأوقات إلي ظلم الأقرابين و جفائهم إنه صاحب التحقيقات المثيرة والرائعة أحد نجوم صحراميديا يعقوب باهداه و إليكم نص المقابلة
قراءة ممتعة
المنارة
نرحب بك معنا الكاتب الصحفي المتميز والمتألق " يعقوب ولد باهداه" ونود منك في البداية أن تحدثنا عنك لتعرف جمهور المنارة عليك أكثر ؟
لدي تعبير استعيره من صديق سوداني و هو I am what i am أي "أنا ما أنا"...بمعنى أنه من الصعب أن يقدم أي إنسان نفسه بشكل توضيحي ومفصل، بل إنه جملة مترابطة من المكونات تشكل شخصيته.
وعلى كل سأحاول تقديم نفسي: اسمي رسميا ـ في الأوراق ـ يعقوب ولد محمد سالم ولد المصطفى؛ شهرتي يعقوب ولد باهداه؛ من مواليد الخامس يناير عام 1984 وقد أكون محظوظا لأنني لست من ضحايا 31/12.
عشتُ طفولتي و مراهقتي وبداية شبابي بين رمال بوتلميت؛ فيها درست وتعلمت واكتسبت ثقافتي؛ ربطتني علاقة خاصة بمسقط رأسي فلم أغادرها إلا إلى الجامعة في نواكشوط؛ باستثناء فترات متقطعة، لذلك فأنا ممتن وشاكر لكل من ساهم في نشأتي تربويا واجتماعياَ.
الآن طالب دراسات عليا في وحدة "التنمية والديناميات الاجتماعية" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ـ جامعة محمد الخامس في الرباط.
و على المستوى المهني : صحفي برتبة رئيس تحرير في شبكة صحراء ميديا؛ ورئيس تحرير طبعة صحيفة "الأخبار" الصادرة عن الشبكة في السنغال وغرب إفريقيا؛ وفي هذه الشبكة التي التحقت بها
عام 2006 قضيتُ أجمل وأمتع أيام عملي، وتربطني بها علاقة عضوية وإليها يعود الفضل في تكويني والمساهمة في نضجي إعلامياً.
وخلال فترة عملي بصحراء ميديا عملت مراسلا لقناة النيل المصرية في موريتانيا وغرب افريقيا، ولصحيفة الجزيرة السعودية، والبيان الإماراتية، ومنتجا متعاونا مع مراسلي قنوات MBC والعربية والحرة والشرقية، وبعض وكالات الأنباء الدولية؛ و وكنت مصورا معتمدا لدى وكالة الأنباء الإفريقية APAومقرها داكار، وصحف أجنبية أبرزها Le figaro الفرنسية. وبالمناسبة أنا لستُ صحفيا فقط وإنما أيضا مصور فوتوغرافي.
وخلال هذه الفترة أيضا شاركت في عدد من المؤتمرات واللقاءات الإقليمية والدولية خاصة في الدول العربية(المغرب، تونس، مصر، لبنان، الكويت، سوريا...)، واستفدت أيضا من دورات تدريب مكثفة في مختلف جوانب العمل الصحفي، من طرف خبراء ومدربين مخضرمين عرب وأمريكيين وبريطانيين في موريتانيا والمغرب وتونس ومصر و سوريا.
قبل صحراء ميديا عملت لفترة قصيرة رئيسا لتحرير أسبوعية "مال وأعمال" الاقتصادية المتخصصة، وقبلها كنتُ محررا في يومية "المجهر" ومنها كانت بدايتي "مهنيا" ، وسأظل دوماً متذكرا وشاكرا لجميل كل من سيدي ولد النمين الذي عاملنا كأخ وصديق مرح ولطيف وصاحب روح أطيب من مما قد يتصوره أي كان، والشيخ ولد سيدي عبد الله، بشخصيته الصارمة ومستواه الأدبي الراقي، وروحه الصافية وطيب سريرته، وأبي ولد زيدان الإعلامي المميز وصاحب اللغة والأسلوب الخاص.
وخلال رمضان الماضي بدأت تجربة جديدة وهي التقديم التلفزيوني، حيث قدمت برنامج "شاعر الرسول"، وهي تجربة يعود الفضل فيها لزميلي الشيخ ولد سيدي عبد الله. وكان التقديم التلفزيوني نقلة نوعية في مشواري الإعلامي، وفي علاقتي بالجمهور، إنها بحق تجربة مهمة للغاية، وأتمنى أن تتواصل وتتطور.
المنارة
أنت كاتب صحفي شاب وناجح في دراستك لماذا اخترت "مهنة المتاعب" بالتحديد دون سواها رغم أنه كان بإمكانك أن تلج إلي تخصصات أخرى أكثر نفعا بحسب كثيرين , ومتى كانت أول علاقتك بمهنة "صاحب الجلالة"؟
سأقول لكم أمراً، ألا وهو أنني لست من المؤمنين بضرورة التخصص في الإعلام لكي تكون صحفيا، لكن في المقابل أحترم وأقدر المتخصصين لأنهم أساتذة كبار ولديهم مستويات راقية جدا، ولدي أمثلة كثيرة على تميز هؤلاء في موريتانيا (خاصة خريجو معهدي الصحافة في المغرب وتونس) ولكن من ينظر لخريطة الإعلاميين اليوم يجد في نصيبا كبيرا لغير خريجي كليات ومعاهد الإعلام.
لكن في الصحافة لابد أن تجتمع للشخص الموهبة والحس و اللغة والاندفاع والقدرة، وكذلك إمكانية اكتساب تقنيات جديدة في التحرير والكتابة والمتابعة، ولابد من متابعة التجارب الإعلامية الناجحة والاستفادة منها، ولابد من قابلية التطور وعدم الاكتفاء بمستوى بسيط أو الاعتقاد أن ما بلغه هو القمة (وهذه تحدث أحيانا).
وبالنسبة لي فقد كنت طالبا في تخصص الرياضيات بالثانوية، ومع الباكلوريا قررت الاتجاه للعلوم الطبيعية لسبب واحد وهو أنه كان يوجد تنافر بيني والهندسة، رغم أنني عشقت بقية الرياضيات خاصة التحليل والجبر. لكن الغريب أنني في نهاية الثالث إعدادي رغبت في التوجه إلى التخصص الأدبي ولكن المعنيين اختاروا توجيهي للرياضيات.
اليوم أنا حاصل على شهادة الدراسات الجامعية العامة في البيولوجيا والجيولوجيا، والليسانس في البيولوجيا، وبعد ذلك درست الفلسفة وعلم الاجتماع، وحصلت على الليسانس في علم الاجتماع، وكنت الأول في دفعتي، وخلال تلك الفترة واصلت عملي بشكل طبيعي. والآن أتواجد في المغرب لإكمال الماستر، والمفارقة أن أعلى نتيجة حصلتُ عليها في الباكلوريا العلمية، هي في الفلسفة (17,64 / 20).
كنت ومازلت قارئا نهما للصحف، لدي أرشيف صحفي منذ تسعينات القرن الماضي، وكنت بذلك مطلعا على تفاصيل العمل السياسي والشأن العام، وعارفا بالصحفيين والكتاب والمفكرين، وبالقضايا التي يطرحونها.
نشرت مقالاتي في صحف مرموقة عام 2000 وأنا يومها في السادسة عشر من عمري، نشرت مقالاتي في "الراية" و"القلم" ويعود الفضل في ذلك إلى صديقي وأخي العزيز أحمدو ولد الوديعة الذي شجعني وفتح الباب أمامي وأنا طالب في السنة الثالثة إعدادية.
مرت سنوات أربع، حتى جاء العام 2005 أوصلت لصحيفة السفير (أول يومية عربية في موريتانيا) موضوعا كتبته للنشر، وفي اليوم الموالي إذا به وقد تصدر صفحتها الأولى بالبند العريض....عندها قلت لنفسي : لقد أصبحت صحفيا على ما يبدو...فقررت الولوج للمجال، وكنت يومها طالبا في السنة الثالثة بالجامعة، وبعد ذلك كنت أستطرد هذه القصة مع زميلي العزيز أحمد يعقوب ولد سيدي رئيس تحرير السفير حينها. والذي علمت وإياه في صحراء ميديا لاحقا.
اخترت إذا الصحافة عن عشق فطري لها..فكما سبق وأن قلت لكم بدأت اكتب في الصحف وعمري 16 عاما، ولكني دخلتها عام 2005 بعد أن قررت ذلك وتصادفت مع الفرصة حيث قرأت إعلانا لصحيفة المجهر تطلب فيه محرريْـن اثنين، فما كان مني إلا أن اتصلت بالصحيفة فورا، بالشيخ ولد سيدي عبد الله الذي أحالني لأبي ولد زيدان، والطريف في الأمر أن الإعلان نزل بسبب خلاف داخلي في الصحيفة كانت بموجبه ستودع الربيع ولد ادوم و محمد ولد زين، وهو ما لم يتم...وكانا لاحقا من أعز أصدقائي وزملائي، بل أكثر من زميلين وصديقين. ودائما نستذكر القصة ونقول إننا محظظون ببعضنا.
واخترتها لأنها وسيلة لنصرة المستضعفين، ولإسماع صوت من بحت حناجرهم وهم يصرخون في الظلام، ولأنها مرآة للحياة بكل ما فيها من آمال وآلام....إنها أهم وسيلة تتحكم في مسارات التاريخ المعاصر، حسب وجهة نظري، ليست هنالك اليوم أي قوة أكثر قدرة على التأثير في عالم اليوم من الصحافة. إننا نعيش في عالم الصورة ـ الكلمة.
واخترت الصحافة لأنني لم أجد نفسي في أي مجال آخر..هي متنفسي وهي الحضن الذي أرغب في ألا أغادره، لكنني في المقابل احترمتها فلم أتجن عليها أو أخونها....لقد قررت ـ بكل صراحة ـ ألا أعيش على فتاتها أو من "ابتزازتها" فكنت أنتظر راتبي في نهاية الشهر، ولا شيء سواه، وهذا أمر يكسب أي صحفي احتراما للنفس، واحترما من الآخرين، ويسكبه مستقبلا مشرفاً لا أحد بإمكانه الازدراء به والتعريض به لأنه دفع له ذات يوم.
المنارة
خلال مشوارك الصحفي المتميز تعرضت لحادثة مثيرة أثارت الكثير من التساؤلات حولك وحول شخصيتك ودفعت بك إلى الواجهة , هي حادثة " عبدالله ولد محمد سيديا " أو ما كان يعرف آنذاك " بملف السلفيين" حدثنا عن تفاصيل تلك القضية خصوصا مالم ينشر منها ؟
إنها حكاية طويلة..وطويلة جداً، لكنها بسيطة في أصلها : بعد حادثة مقتل السياح الفرنسيين في آلاك في 24 ديسمبر 2007، بدأت بشكل فعلي دراسة واقع الجماعات التي تصنف بأنها "سلفية متشددة"، وقررت الخوض في جانب آخر من قصة هذه الجماعات وهو أن أبرز القادة والسجناء والمتهمين، والمرجعيات الفكرية والحركية ينتمون لحيز جغرافي محدود، وهو منطقة بوتلميت ـ أركيز، وهذه حقيقة لا مراء فيها، وقد أثبتتها الأيام اللاحقة.
المهم أنني بدأت أكتب تحقيقا من عدة فصول، وللأمانة لم أتحدث إلا أن الشخصيات البارزة في التيار السلفي والمتهمة بالإرهاب ـ حقا أم باطلا ـ تناولت الحلقات الأولى محفوظ ولد الوالد (أبو حفص الموريتاني) أحد قادة القاعدة في أفغانستان، ومحمدو ولد صلاحي المعتقل في غوانتنامو، وتتالت الحلقات إلى أن وصلت لعبد الله ولد محمد سيديا ولد أبوه. وهو الموريتاني الوحيد الذي ورد اسمه في قوائم المطلوبين للأمن السعودي، وتناولت قصته كبقية المتهمين، وهو ليس فقط ابن عم وإنما ننتمي كلانا للأسرة نفسها.
ونشرت حلقته في التحقيق دون مشاكل، لكن بعد أسبوعين تقريبا اعتقل في نواكشوط، فبدأت صرخات الاتهام تتصاعد بأنني لست فقط من نبه عليه وإنما أنا من قاد الشرطة إلى مكانه ودلها عليه، وهذا أمر مثير للاستغراب، فالرجل موجود في البلاد منذ سنوات، ورغم انه مختبئ عن الأنظار ولا يزور أسرته إلا خفية غير أنه كان تحت عيون الأمن حسب اعتقادي، وقد اعتقل لاتهامات لا علاقة لها بالسعودية إطلاقا، وإنما هي مرتبطة بخلايا القاعدة في موريتانيا، وقد وجد الأمن والنيابة اديه من الأدلة المادية والمعنوية ما يؤكد ذلك. حسب قولهم.
وصلت الاتهامات للقول إنه حصلت على المليون ريال سعودي المخصصة لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على أي من الواردة أسماؤهم في قوائم المطلوبين، وأنني عميل للأمن الموريتاني. بل إن بعضهم قال إن التحقيق كتب بإشراف سعودي، لأن عبد الله ولد محمدي مقرب من السعودية وأنا أعمل في صحراء ميديا التي هو رئيسها التنفيذي، والحقيقة أنني كتبت التحقيق دون علمه ولم يطلع عليه فقد كان خارج البلاد، ولم يعمل بأي من تفاصيل القضية إلا بعد فترة طويلة حين بدأت الاتهامات تنهال علي، ولن أنسى موقفه حين اتصلت به وأنا في مبنى الاذاعة، وأخبرته عن ما يدور فرد علي "لا تهتم لذلك كن واثقاً من نفسك..ولا يهمك كلام الناس".
بخصوص ذلك التحقيق لم أندم يوما على كتابته، وإن كنت فتحت صدري وتقبلت كل الانتقادات والشتائم، لكن الزمن أثبت ان ما قلته في التحقيق بات غير قابل للتكذيب وأثبتته المواجهات التي حدثت لاحقا في موريتانيا، واعتقالات المتهمين بالتعامل مع القاعدة، والعملية الانتحارية التي استهدفت قيادة الدرك بالجزائر واعتقال أبو يونس الموريتاني في باكستان. إن أبطال كل تلك المواجهات والعمليات الدامية والناعمة هم أبناء المنطقة التي تحدثت عنها.
ولكني حاولت أن أكون على قدر التحدي، فكتبت بالفعل مقالا توضيحيا بعنوان "أخيرا أصحبت عميلا للأمن ..وحصلت على المليون ريال سعودي". لكنني في مقابل واصلت تغطية حدث اعتقال ولد محمد سيديا، بل إنني نشرت خبره حال حدوثه بعد أن اتصل بي أحد محاميه يؤكد ذلك، وأنا من كتبت تقريرا تضمن اتهامات قاسية من الأسرة لي، و وقعته باسمي، وحرصت على تغطية التظاهرات المطالبة بعدم تسلميه للسعودية، وكنت الصحفي الوحيد الذي حضر اجتماعا قبليا قاده أطر بارزون في الدولة حاليا وسابقا للمطالبة بعدم ترحيله للسعودية.
لقد قررت الفصل بين ماهو شخصي وماهو مهني، فعلى المستوى الشخصي ستثبت الأيام أنني بريء من تلك التهم، وأما في حال لم أتناول القضية في جانب (الحدث ـ التغطية) بمهنية فإن ضميري الإعلامي سيؤنبني كثيراً.
والعجيب أن بعض من اتهموني بالعمالة، استغربوا كوني كنت حريصا على تغطية الفعاليات المتضامنة مع عبد الله ولد محمد سيديا، لكنهم فهموا لاحقا أنني مجرد صحفي.
المنارة
هل صحيح أنك تعرضت للتهديد با"القتل " من بعض الجهات بعد تحقيقك المثير الذي أنجزته ؟
نعم تعرضت لتهديدات بالقتل، بعضها لم أخذه بجدية لأنه كان من أقرباء مشتركين بيني وعبد الله ولد محمد سيديا وكانت بدافع الغضب وردة فعل مفهومة، لكن بعضها الآخر كان من مجهولين وهو الذي أخذته بعين الاعتبار، وأبلغت عنه رسميا النيابة العامة، وإدارة الأمن الوطني.
وفهمت أن تلك التهديدات صدرت من متعاطفين أو أعضاء في خلايا للقاعدة، استفزها التحقيق، وقررت إيقافي عند حدي، لأن التهديد بالقتل من القاعدة ليس نكتة أو طرفة. وإنما هم يعنون ما يقولون.
لكني أيضا تلقيت عشرات المكالمات والرسائل القصيرة تتضمن الشتائم والقذف والتعريض.
المنارة
بعد مرور حوالي أربع سنوات على تلك الحادثة ماهو قولك لمن اتهمك أنذاك با"العمالة " ؟
لقد سامحتُ من اتهمني، وهذه حقيقة، والله العظيم لقد سامحتهم وأنصفتهم، ولكم أن تتصوروا أن غالبية من اتهموني وشتموني اتصلوا لاحقا بشكل مباشر أو بالهاتف ليعتذروا ويطلبوا من الصفح.
أقول لكل من اتهموني : لا شيء أسهل من أن نتهم جزافا، خصوصا في لحظة انهيار عاطفي أو صدمة نفسية، لكن الحقيقة شيء..والعاطفة شيء آخر، وليس بالضرورة أن يلتقيا. لقد قررت منذ تلك اللحظة أن أكون صديقا للحقيقة، ولكن ذلك ليس باندفاع يفقدها ألقها...وإنما بمرونة ومهنية تكسبانها المصداقية.
وهنا أذكر أنني منذ تلك الحادثة، نذرت نفسي لخدمة المظلومين وأصحاب المشكلات خاصة في الوسط الفقير والعمال البسطاء في مؤسسات الدولة، فكنت وسيطا لإبراز معاناتهم في الصحافة، دون ظهور اسمي، إنه عمل تطوعي أردت منه الأجر عند الله.
الآن انتهت تلك القضية وأصبحت من التاريخ، والتقيت أنا وعبد الله ولد محمد سيديا أكثر مرتين أو ثلاثة، وهو نفسه يقول إنني لم أكن مذنباً، ورغم أنني وإياه لم نجد الوقت ـ منذ الإفراج عنه في عفو رئاسي ـ للحديث في القضية إلا أنه أكد لأكثر من شخص بأنه لم يتهمني وبعد اطلاعه على كل ما نشر في الصحافة فهم أن اهتمت باطلا.
لذلك أشكره من كل قلبي على موقفه الشجاع، وعلى إنصافه لي، وأتمنى أن يوفق في مسار حياته الجديد، الذي بدأه منذ خروجه من السجن.
المنارة
في إطار تحضيرنا للمقابلة لم نعثر لك إلا علي مقالين "مقالات الرأي" ما السبب في ذلك، ولماذا هجرت الكتابة بعد مقالك "أنا من حيث المبدأ مع الإنقلاب" ؟
نعم بالنسبة لي كانت مقالات الرأي هي ما أوصلني للصحافة فخلال مراهقتي الإعلامية (2000 ـ 2005) كتبت مقالات عديدة مليئة بالاندفاع والاستعارات وإبداء المواقف من العديد من القضايا.
لكن بعد دخولي للحقل الصحفي بشكل رسمي قررت أن أتجه للعمل الإعلامي في جوانبه الأخرى : الخبر، التقرير، التحقيق، الاستطلاع....فهي الأقرب إلى قلبي، وأحسست أني سأقدم فيها ما هو أجود، وفهمت أنني كاتب رأي فاشل.
ودائما أنصح الشباب الجدد في الإعلام بالابتعاد عن مقالات الرأي والموقف، لأنها تعلمنا نوعا من عدم المهنية وحشر الأنف في صلب الخبر والتقرير الإخباري، وهي ألوان صحفية تقتضي أقصى ما يمكن من التجرد والدقة.
كما قلتم كتبتُ مقاليْ رأي، أولهما كما سبق وان ذكرنا بسبب قضية ـ أزمة اعتقال عبد الله ولد محمد سيديا، والآخر جاء بعد انقلاب 6 أغسطس 2008، فقد استفزني ذلك الانقلاب الذي أجهض حلماً جميلا استنادا على دواع وتبريرات واهية، ولم يكن ذلك تأييدا لسيدي محمد ولد الشيخ عبد الله أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، بقدر ماهو تعبير عن ألم جيل صعق بالعودة للعسكريتريا والعهود الاستثنائية، خصوصا وأن تلك العودة تمت بمباركة قوى ديمقراطية معروفة للأسف.
المنارة
حصلت على جائزة للصحافة العربية في تونس، وكذلك على جائزة "حبيب محفوظ" كيف ترى مستوى الصحافة الموريتانية واستقلاليتها ؟
حصلت على جائزتين في تونس 2009 وأيضا هذه السنة 2011 ، وكذلك حائز على جائزة مهمة عن مقال بعنوان : " في قاهرة المعز.. الحاضر يستنطقُ التاريخ" ضمن مسابقة (لحظات في حياتي) التي نظمتها TakinglGlobal و What’s up youth و المركز الثقافي المجري في القاهرة، وقد نشرت ضمن كتاب مهم ضم مقالات لكُـتّـاب شباب. (مارس 2010).
وقالت لجنة التحكيم وكذلك بعض المعلقين إنه من أجمل وأفضل الاستطلاعات التي كتبت عن القاهرة. وقد كتبته بعد زيارتي الأولى لمصر يونيو 2008.
الصحافة الموريتانية بنظري خاضت معارك عنيف وجاهدت كثيراً منذ تسعينات القرن الماضي، ورغم كل المنغصات ومحاولات التشويش، والسجن، والحظر، والمضايقة، استطاعت أن تخلق جوا إعلاميا ورأيا عاما واعيا... هذا لا شك فيه، ونحن مدينون للرواد بذلك. ولابد أيضا هنا من استذكار عمالقة الصحافة في السبعينات والستينات فلهم كل التحايا والاحترام.
لكن العمل على تمييع الصحافة في عهد ولد الطائع وإفراغها من محتواها شكلا ومضمونا آتى نتائجه، ولا زالت تعاني ذلك، حتى اليوم، وباتت أسهل وسيلة للتكفير عن الماضي والحصول على فتات موائد السياسيين والمسؤولين.
تحتاج الصحافة الموريتانية اليوم لنقلة حقيقية، تقفز بها إلى عالم اليوم...لم يعد مقبولا أن تظل على هذا النحو، شكلا ومضمونا، فهو لا يتناسب مع الطاقات البشرية الكبيرة.
أما من حيث الاستقلالية فلكل توجهه، واختياراته، لكن في الحقيقة أجد أن الصحافة باتت أكثر وعيا بضرورة الاستقلالية وكسب عقول القراء قبل قلوبهم.
المنارة
تعمل في موقع رائد هو " صحرا ميديا " هل يمكن أن توضح لنا الخط التحريري المتبع من طرف موقعكم ؟
صحراء ميديا ليست موقعا فقط، وإنما هي شبكة ذات عمق عربي إفريقي لديها مكاتب في المغرب وموريتانيا والسنغال، وتعمل في دول عديدة منها مالي وكوتديفوار بل أنها وصلت لاسبانيا والبرازيل، وهي رائدة العمل التلفزيوني في المنطقة، دون مبالغة، فعليها تعتمد جل وكالات الأنباء العالمية، والفضائيات العريقة لتغطية الأحداث السياسية والرياضية والاقتصادية. ضف إلى ذلك أن لديها موقعا عربيا وآخر فرنسيا، وموقعا الكترونيا في المغرب "مغارب كم" وخدمة "صحراء موبايل" على شبكات الجوال الثلاثة في موريتانيا.
صحراء ميديا أيضا هي مدرسة خاصة، تجد فيها نكهة ذات طابع مميز، وذلك يعود لصاحب الفكرة ومؤسسها الصحفي المخضرم عبد الله محمدي الذي هو رائد في المجال، وأبرز الأسماء الموريتانية في المشهد الإعلامي عربيا وإفريقيا، وقد انتقل حلمه إلى حقيقة.
خط صحراء ميديا ـ وهذه شهادة للتاريخ ـ يعتمد على الحرص على المصداقية، وقدسية الخبر، واحترام مشاعر القراء وعقولهم، واحترام الرأي العام، والتعامل بمنتهى المهنية مع أي حدث.
نحن نبتعد عن الشتائم وتصفية الحسابات، والاتهامات، واستهداف الأشخاص، ولا نتناول القضايا المحلية (كالنزاعات القبلية، ومشاكل الأراضي، ونشاطات الزعماء السياسيين العشائريين..الخ) وكذلك نتجنب القضايا العنصرية أو التي تؤدي للمساهمة في تفكك الترابط الاجتماعي الوطني، ونبتعد عن ما يمس سيادة البلد، ولا نستعمل عبارات غير لائقة، ونحرص على أكبر قدر من الدقة. ضف إلى ذلك أننا لسنا على علاقة بأي تيار سياسي أو إيديولوجي وهذه نقطة قوة تحسب لنا.
المنارة
بوصفك خبيرا في العلاقة السنغالية الموريتانية من خلال تجربة عملك في داكار كيف ترى العلاقات بين البلدين وأسباب الفتور الدبلوماسي الواقع حاليا , ثم هل هناك بنظرك شخصيات أو جمعيات موريتانية يمكن أن تلعب دورا في حل الأزمة الحالية ؟
لستُ خبيرا، وإنما أنا متابع للشأن السنغالي ولعلاقات البلدين، من خلي عملي المرتبط بالسنغال منذ 2009، سأجيب باختصار : السنغال وموريتانيا تربطهما علاقات أوقى من أي علاقات تربط بلدين في العالم...أكرر إنها أقوى من أي علاقات تربط دولتين في العالم.
وأعني ما أقول؛ ذلك أن التاريخ والجغرافيا يقولان بوضوح إن موريتانيا والسنغال سيظلان مهما كان يحتاجان لبعضها ولا يمكن لأي منهما الوقوف دون الآخر..هذه حقيقة، ورغم أن ماضي العلاقات بين الطرفين مضجر بالدماء وبالمشاكل والتهجير والاتهامات والتحالفات ومحاولات السيطرة والتدخل ودعم قوى الداخل في الطرفين إلا أن التجارب علمتهما الكثير والكثير.
منذ بداية التبادل الديبلوماسي بين البلدين رسميا عام 1962 لم تمر عشر سنوات إلى وكانت هنالك مشكلة، بأسباب متعددة ومتشابهة، لكنها طبيعية. لذلك أرى أن الأزمة الأخيرة أكثر من عادية، وقد أعطيت من الزخم ما لا تستحق، وذلك عائد في نظري إلى كون النظامين الحاكمين يواجه كل منهما أزمات سياسية واقتصادية داخلية وبالتالي يحاول ـ وهذا أمر معروف في السياسية ـ رمي الاتهامات على الجوار وخلق أزمة تنسي الأطراف المحلية مؤقتا حالة الأمة داخليا.
روابط السنغال وموريتانيا، متعددة..إنها اجتماعية روحية ثقافية علمية اقتصادية زراعية، وأعتقد أن الأيام أثبتت أن الروحي والديبلوماسي يتغلبان على كل مشاكل "الصيد والزراعة" التي ماهي إلا واجهة لأزمات أو صراعات خفية تتجلى للعلن في مشاكل زوارق الصيد أو التجارة...الخ.
منذ أول سفير موريتاني في السنغال (محمد الأمين با) إلى اليوم يوجد 20 سفيرا عملوا في السنغال، غالبيتهم العظمى على قيد الحياة، ويمكن اللجوء إليهم في كل أزمة، والاستفادة من تجربتهم.
يوجد أيضا مشائخ لديهم مكانة كبيرة في السنغال، كالشيخ أباه ولد عبد الله ولد أباه، وبعض أعيان أهل الشيخ سديا، والشيخ محمد الحافظ النحوي الذي جمع علماء الأمة في داكار، وكذلك أسرة الشيخ الحاج ابراهيم نياس، وأسرة الشيخ أحمدو بمبا، وأحفاد الحاج مالك سيسي. كل هؤلاء يتمتعون بسلطة معنوية روحية على جانبي الحدود، وهم قادرون على رأب أي صدع.
ولا ننسى أن السنغال ورغم أنه دولة علمانية فإن السلطة الأولى فيه سياسيا واقتصاديا هي الدوائر الدينية ـ الصوفية، وعليها يقوم أساس المجتمع السنغالي.
المنارة
كيف تري مطالب حركة لا تلمس جنسيتي ؟
مطالبها مشروعة، ومخاوفها في محلها، وللأخوة الزنوج عموما والبولار (الفلان) خصوصا الحق الكامل في التعبير السلمي والراقي والديمقراطي عن مخاوفهم اتجاه هويتهم في بلدهم و وطنهم وأرضهم. أتمنى أن تحافظ الحركة على الطابع السلمي للاحتجاجات، وأن تبتعد عن العنف وتخريب الممتلكات العامة.
لقد أطلعت على عدد كبير من الحالات توحي بأنهم عدد منهم استهدف، وكان حريا بالدولة وجهازها المسؤول عن إعادة ضبط الحالة المدنية أن يكون على قدر المسؤولية، وأن يوضحوا في البداية الهدف من الإحصاء وآلياته، وأن تكون موحدة، بعيدة عن الاستجوابات ومحاولات التشكيك في موريتانية بعضنا، وعليهم إن يعلموا أيضا أن العرب (البيظان) تهديد آخر للأوراق المدنية ولموريتانيا ذلك أنهم يزحفون من مالي حيث هم بالآلاف ومن الصحراء الغربية أيضا. يجب أن نكون منصفين.
لكن الحقيقة أن البظان بما أنهم أغلبية لن يشعروا أنه استهداف لهم، ولكن طبيعي أن يظل هاجس ظلم واضطهاد الأقليات يطاردها، كلما رأت ما يوحي بذلك، حتى ولو لم يكون كذلك.
الإحصاء يجب أن يكون فنيا، ولا يطلق عليه "إحصاء" إنه تجديد وتوحيد للوثائق، وفي النهاية المواطنة لا تعني بالضرورة أن يكون أبوك وأمك وأجدادك وأخواتك وأخوالك وأعمامك وبنو عمومتك ومعارفك وجيرانك كلهم ولدوا على أرض موريتانيا، هذا مثير للسخرية، وقد يعص بموريتانيتنا جميعا.
المنارة
ما هي رؤيتك لسياسة النظام الحالي وهل ما زلت على موقفك "المعارض من حيث المبدأ للحركة التصحيحية" ؟
لست في موقف أو مكانة تخولني تقييم نظام سياسي حاكم، لكني كمواطن صاحب رأي، اعتقد أن النظام الحاكم حاليا أخطأ مرتين ، مرة حين قاد "تصحيحا" عسكريا أوقف البلاد وأعادها لسنوات إلى الوراء (مهما كان فساد نظام ولد الشيخ عبد الله ). والثاني أنه ظل يؤزم البلاد، و يتعامل بتعال مع كل القوى المعارضة. وهذا خطأ لأن أي إصلاح سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي لابد أن يصاحبه نوع من الحوار أو المهادنة السياسية الداخلية، وأجواء انفتاح، وثقة متبادلة.
لكنه أصاب مرتين أيضا؛ حين حاول إيقاف نزيف موارد الدولة في الفساد، والحد من مظاهر الفساد ونهب المال العام الموروثة عن حقبة ولد الطائع، ولكني أرى أنه في جوانب عديدة تمت خصخصة
هذا الفساد وحاول بعض المقربين الاستفادة المحدودة والخفية، ولكننا في زمن لم يعد بالإمكان إخفاء أي خبر ولا أي صفقة.
وأصاب أيضا حين أمضى خطوات في الحريات العامة، و تحرير الإعلام، وإلغاء حبس الصحفيين، وفتح المجال السمعي البصري (الذي أقر في عهد ولد الشيخ عبد الله).
لكن قلبي يرتعد كل صباح، خوفا من أن نصحوا على ضابط حلم ليلا بأنه رئيس فقرر تنفيذ الحلم فجراً...
لأن الأزمة المعيشية تتصاعد، ولم يجد لها حلولا بعد، بل إنها يساهم في تأزيمها يوميا، خاصة مع النزيف الذي تعرفه ثرواتنا الطبيعية خارجيا وليس داخليا.
المنارة
كيف ترى الحراك الشبابي في موريتانيا؟
بعض الشباب نياتهم طيبة جدا، وصادقون، ومؤمنون بموريتانيا أجمل وأفضل وأرقى، وبعضهم الآخر ركب الموجبة واستعجل الوصول.
أعتقد أن البداية كانت فيها قدر كبير من التقليد ولم يكن هنالك مطالب موحدة أو واضحة وقابلة للتحقيق، لكن مع الأيام باتت التجربة أكثر نضجا، خاصة بعد تمايز الشباب، حيث بقيت فئة منهم محافظة على مواقفها المطالبة بالإصلاح، وباتت تطرح نقاطا واضحة وصريحة وتحمل في طياتها الكثير من واقع الحقيقة المرة لبلادنا العزيزة.
المنارة
ماهو حلمك لموريتانيا الغد ؟
أحلم بموريتانيا، دولة ديمقراطية مدنية، تسود فيها العدالة الاجتماعية، أغلبية شعبها طبقة متوسطة، سمعتها طيبة عربيا و إفريقا وعالميا...أحلم بموريتانيا متصالحة مع ذاتها، خالية من الإرهاب والعبودية والظلم والديكتاتورية ومن المفسدين وأصحاب المصالح الضيقة.....أحلم بموريتانيا دولة قوية، مصنعة، وذات اقتصاد قوي، وومؤثرة في المنطقة، ولا يمكن لأي كان التأثير عليها بما يجعلها حلقة أضعف.
المنارة
ماهو رأيك فى هذه الشخصيات؟
محمد ولد عبد العزيز
رئيس خطط كثيرا وفكر قبل أن يصل لكرسي عرفه عن قرب... حاول تقليد عدة نماذج في العالم فأصبح يقود نظاما بثلاثة رؤوس داخلية، و خرجت دبلوماسيته عن نطاق السيطرة خارجيا.
أقل رؤساء موريتانيا تجربة، وأكثرهم انفعالا واندفاعا ..لكن المؤسف أنه يفتش بنفسه عن نهاية قد لا تكون رومانسية.
لديه عفوية وتلقائية وصراحة نادرة...لكنه أحيانا يقول ما لا يفعل.
معاوية ولد الطائع
خلاصة تجارب العسكر وانقلاباتهم، رجل ذكي، عرف كيف يتعامل مع الموريتانيين ليتحكم فيهم، تمتع بكاريزما فريدة وبقوة شخصية تطغى على كل من حوله، استطاع الإبقاء نظامه متماسكاً حتى آخر لحظة. (لأن نظامه هو من نفذ انقلاب 2005 ورتب الأمور لاحقا).
لعل أصدق وأدق تعبير يصف ولد الطايع، هو قول الوزير والقيادي اليساري المخضرم المصطفى ولد عبيد الرحمن بأنه : "كان رجلا طموحاً، وعلى صلة بالاستخبارات الفرنسية منذ دخوله الجيش، لم يكن قبليا ولا جهويا، لكن القبلية تسللت إليه بعد زواجه الثاني، كان متوسط الثقافة لكنه كان كثير الإطلاع على المجلات الاستراتيحية وله خبرة واسعة في التكتيك السياسي ورجل استخبارات بامتياز، ورجل سلطة، بمعنى أنه متعلق بالسلطة ومتشبث بها وإذا تعارضت مع مسؤوليات رجل الدولة ينحاز إلى رجل السلطة.
أحمد ولد داداه
زعيم؛ وليس سياسي بمفهومها الضيق، استطاع منذ عودته للبلاد أن يخلق حراكا لا يكاد يخبو حتى يبدأ من جديد... وكلما اعتقدت أن الرجل فقد ألقه مع السنوات والانتخابات تلو الانتخابات....إذا به محاطا بآلاف المعجبين والمحبين.
وهو أكثر من حاول الوصول للرئاسة في موريتانيا من خلال أربع انتخابات...غير محظوظ، لكنه أيضا صاحب مواقف لا تناسب توجهه السياسي، ولديه شخصية تجمع بين المتدين والطيب والمتسامح، والانفعالي، والتلقائي.
نقطة قوته هي أنه صمد في أوقات صعبة، مما يثبت أنه مؤمن بما هو فيه.
كادياتا ديالو
تعجبني في وطنيتها، ورؤاها الواضحة، ونقاشاتها تحت قبة البرلمان، إنها مثال للسيدة المثقفة والناشطة السياسية المناضلة سعيا لإسماعِ صوت المحرومين.
تحية إعجاب واحترام وتقدير لها...
بيجل ولد حميد
إن كان أعل ولد محمد فال يمثل أبرز تجل أمني لعهد ولد الطائع، و لوليد ولد وداد أبرز تجل لإدارة أوراق سياسات الحكم، فإن بيجل يمثل تلك الشخصية الاجتماعية والحزبية والمالية التي تتجلى فيها مظاهر القوة والسلطة المعنوية في عهد ولد الطائع.
بيجل إنسان رزين، وإطار كفؤ، و وفيُّ، بزمن عز فيه الوفاء، لكنه لا يعرف العيش خارج حضن السلطة...ومن شبه المستحيل أن يكون قياديا معارضا.
المنارة
هل من كلمة أخيرة ؟
شكرا للمنارة، ولشبابها الذين أرى فيهم مستقبلا واعدا، وأهنئهم على عملهم المتميز، وجهودهم الجبارة...
شكراً لرجل اسمه عبد الله ولد محمدي...ومهما اعترفت بجميله وتحدثت عنه، فلن أوفيه حقه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق