ذ/سيد محمد ولد حيلاجي |
تفاوت الناس في العلم والكسب والرزق من سنن الله في خلقه منذ الأزل، ولم تستطع الفلسفات البشرية، والثورات الشيوعية، والاشتراكية، القضاء عليها، فالله فضل بعض خلقه علي بعض في الرزق والمواهب والاستعداد و الاجتهاد والطموح، إلا أنه فتح الفرصة أمام جميع الشرائح الاجتماعية، والأجناس البشرية لتتطلع إلي حياة
أفضل، وإلي منزلة أعلي، وإلي كسب أحسن، "للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن، واسألوا الله من فضله".
أفضل، وإلي منزلة أعلي، وإلي كسب أحسن، "للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن، واسألوا الله من فضله".
مما فتح الطريق سالكا أمام الجميع في عصر العلم والمعلومات والنور والحريات.. إلا أن نظرة في التاريخ البشري، ترينا أنماطا من الاستغلال البشع للإنسان من قبل أخيه الإنسان، وبأشكال مختلفة: استعبادا، واسترقاقا واختطافا وبيعا وشراء ...
ولم تتخلص البشرية من هذا الإرث الفظيع إلا في عهد قريب في القرن العشرين، بعد نضال طويل وثورات بشرية في أمريكا وأوربا وإفريقيا، وبلادنا ليست استثناء من هذا الإرث الثقيل.
فهي وإن تخلصت منه في العقود الأخيرة إلا أن آثارا اجتماعية بقيت، ومخلفات مريرة ترتبت، وعقد نفسية تجسدت وتفاوتا في الفرص لوحظ... كلها أمور تطفوا علي السطح من حين لآخر...
فكيف لنا أن نتجاوزها، مجتمعا، ونظاما وشعبا؟.
و ما هو العلاج الأمثل حتى تسير سفينة البلد بأمان وتصل إلي شاطئ المستقبل المنشود؟؟.
لو تمشينا في تاريخنا القريب نجد نوعا من الظلم، والاضطهاد، والاستعباد، لفئات من المجتمع تخالف كل القيم والشرائع والقوانين والتشريعات الإلهية والبشرية، فهي بدون شك مرحلة مدانة بغض النظر عن المبررات التاريخية والفقهية لها.
هذه المرحلة وقعت فيها أخطاء ومخالفات، وممارسات تخالف الإسلام يجب أن نعترف بها، وندينها ونتوب إلي الله منها، ولو أجازتها مقاييس عصرها.
لكنها مرحلة تجاوزناها ويجب أن نتجاوزها ونتسامح فيها ونلتفت جميعا إلي المستقبل...
وعلاجها ليس في ترديد مساوئها وأخطائها ولا في إذكاء جراحها وحزازاتها، وإنما في البحث عن حلول لها مستقبلية مبنية علي استراتيجيات تقضي علي مخلفات هذه الظاهرة وآثارها الماثلة للعيان، فما هي أهم الآثار المتبقية من هذه الظاهرة؟.
يمكن تلخيص آثار هذه الظاهرة في عاملين لأساسيين :
أ- انتشار الجهل والأمية: ويشمل فئة لحراطين وغيرهم من الفئات الاجتماعية.
ب- الفقر والتهميش، و ضيق الفرص أمام هذه الفئات...
هذه الفئة يمكن للبعض أن يجادل قائلا: أنها تتقلد أعلي المناصب في الدولة الموريتانية: من رئيس الوزراء إلي رئيس البرلمان مرورا بالوزراء والأمناء العامين والمديرين...
وهذا صحيح من جهة، إلا أن الهوة تتسع بين الفقراء والأغنياء ,والفرص تتضاءل أمام الشرائح الفقيرة... ونسبة الفقر في البلد تجاوزت 50% من السكان.
فظاهرة الفقر، والجهل والتهميش المتفشية في المجتمع الموريتاني وتقلص فرص العمل والإنتاج أمام كثير من أبناء هذا البلد... لايمكن أن نعالجه بالثورات والقلاقل وإثارة النعرات والطائفية المقيتة، وانكاء الجروح القديمة، والإنجرارات الاجتماعية و الإثنية، وترديد المظالم القديمة التي مات أهلها وأفضوا إلي ما قدموا، >>تلك أمة قد خلت لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت<< ولا يكون بمهاجمة (فقه المحظرة) والفقه المالكي المحلي والأجنبي، ولا بتبادل السباب، والتناثر بالألقاب لمجرد لون البشرة الذي هو من سنن الله في خلقه "واختلاف ألسنتكم وألوانكم".
نعم يحق للمنظمات المدنية والحقوقية أن تطالب بحقوق المواطنين، وأن تساهم في توعية وتنوير الجماهير بحقوقها، وتوجيهها نحو العلم والعمل والإنتاج، بل هذا هو مهمتها الأساسية، لا أن تسعي إلي تفكيك نسيج مجتمع وبنيته وتنكئة جراحا كادت أن تندمل، فنبش هذا التاريخ وترديد تلك المظالم، وإثارة النعرات والحقد علي من حباهم الله مالا أو منزلة، لا يساهم في تقدم المحرومين، ولا بنهوض المهمشين، ولا بشتم الفقه المالكي، والدعوة إلى الثورة علي فئة من المجتمع... كل هذا لا يخدم القضية التي نحن بصدد القضاء علي مخلفاتها وآثارها.
فالحل ليس في هذا ولا ذاك. ولا في جلد الذات، ولا في لعن القديم، وإنما في تجاوز هذا الواقع بكل سلبياته، وهذا الماضي الأليم، وذالك بعمل جاد وخطة محكمة، وإستراتيجية عملية، ورؤية مستقبلية نيرة، من قبل الدولة والمجتمع والمنظمات المدنية والحقوقية، والمستهدفين أنفسهم، لأنهم إذا لم يعوا واقعهم ويملكوا الإرادة، ويشاركوا في الحل فلن تزول مشكلتهم لأن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
والعلاقة بين السيد القديم ومعتوقه القديم لاتخلو من تعقيد، وتداخل يثير الريبة أحيانا عند البعض، فهي: إما علاقة انفصام نكد لاتربط أصحابه رابطة انتماء ولا رحم ولا ولاء... وإما علاقة أخوة حميمة... سمها علاقة انتماء أورحم أو ولاء أو ما شئت، فيها نوع من التعاون والتكافل الاجتماعي كما يجري عادة بين سائر أفراد القبيلة أو المجموعة، فهناك نوع من الاندماج بين السيد القديم و معتوقه لا ترتاح له المنظمات الحقوقية وتشكك فيه، فكل منهما يحتاج لأخيه، وكل طرف يليه حاجة الطرف الآخر
(الناس لناس من بدو وحاضرة ** بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم)
فالقضاء علي الظاهرة بتجلياتها المختلفة يحتاج إلي وقت وتربية ووعي لم نصل إليه بعد، فالتحولات الاجتماعية تحتاج إلي وقت طويل، وتربية شاملة، وتدرج وثقافة مجتمعية، ومساهمة فعالة في كافة مؤسسات المجتمع، من الأسرة إلي الجامعة، مرورا بالمدرسة، ووسائل الإعلام المختلفة كي تثمر وتؤتي أكلها.
ومساهمة منا في حل هذا الإشكال وتفكيك عقده نوصي بتطبيق هذه الوصفة :
أ- انقياد المجتمع لتعاليم الإسلام السمحة، فالناس في المنظور الإسلام (سواسية كأسنان المشط)، "لا فضل لعربي علي أعجمي إلا بالتقوى<< >>إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
ب- البعد والتوقف من الطرفين عن إنكاء الجراح، وإثارة الأحقاد والنعرات العرقية والفئوية المخالفة للإسلام والوضعية (دعوها فإنها منتنة) فهي لا تؤدي إلا إلى الفتنة والهدم والخراب الذي لا يخدم أحدا و لا جهة.
ت- سياسة تعليمية تربوية مجانية شاملة، تتضمن تشجيع الفئات المحرومة المستهدفة، وتمكنها من متابعة التعليم في جميع مراحله، ودمج هؤلاء في الحياة النشطة مدعومة بكفالات مدرسية، وإعانات ومنح تغري هؤلاء بمتابعة الدراسة في جميع مراحلها، وهذه السياسة يجب أن تؤازرها إستراتيجية لمحاربة الأمية الحضارية، ونشر الوعي الثقافي والحضاري داخل هذه الشرائح التي فرخ فيها الجهل وخيم الفقر.
ث- سياسة اقتصادية واجتماعية تساعد في تضييق الخناق على جيوب الفقر والحرمان وذلك بإيجاد مشاريع تنموية مدرة للدخل في تلك المناطق والجيوب، مع تكوين مهني يؤهلهم لمهن تساعدهم على العيش الكريم.. وقد بدأت الدولة تلتفت إلى جيوب الفقر ومثلثاته مؤخرا، فعليها أن تكثف الجهود وأن تسير على خطى مدروسة وفعالة ومجدية.
ج- الوعي بالمشكلة: أو التوعية: وهذا دور الأحزاب السياسية، والمنظمات الحقوقية والمجتمع المدني، والمستهدفين أنفسهم، لا أن يكون الأمر شعارا بغير مضمون، فلا تكفي السياسة التعليمية والاقتصادية لقضاء على ظاهرة التهميش والحرمان إلا إذا رافقها اقتناع من قبل المستهدفين المعنيين، وإدراكهم لواقعهم وسعيهم لتغييره.
ح- إشاعة التسامح والأخوة والتضامن بين شرائح هذا المجتمع المسلم الطيب الذي يحتضنه هذا الوطن الكريم، ويؤمن بهذا الدين القويم عن طريق المناهج التربوية والثقافة والإعلام، والجمعيات والاتحادات بعيدا عن السباب والتنابز بالألقاب.
فالعقيدة متجذرة، والمشكلة متداخلة الخيوط والأبعاد، ولا بد أن يشارك الكل في حلها: الدولة بأجهزتها المختلفة، والمجتمع بإطاراته وتنظيماته المتعددة، ووسائل الإعلام والثقافة والعلماء والمفكرون وأصحاب الرأي...
فإذا طبق الجميع هذه الوصفة والتزم الجميع بالتعاليم الإسلامية السمحة، فسنتجاوز مخلفات التاريخ ورسوبات الماضي وأخطائه بإذن الله، فعلينا أن ننظر إلى المستقبل وأن لا نظل أسرى أفكار ماضوية سوداء تفرق ولا تؤلف، وصراعات تاريخية مقيتة، فتلك مرحلة انتهت يجب تجاوزها، "وتلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت"، وتلك حقبة لم نساهم في رسمها طهر الله منها أيدينا فلا ينبغي أن نلوث بها أقلامنا وألسنتنا، فلننطلق جميعا إلى الأمام محافظين على سلامة سفينة هذا البلد حتى تصل إلى بر الأمان.
ولم تتخلص البشرية من هذا الإرث الفظيع إلا في عهد قريب في القرن العشرين، بعد نضال طويل وثورات بشرية في أمريكا وأوربا وإفريقيا، وبلادنا ليست استثناء من هذا الإرث الثقيل.
فهي وإن تخلصت منه في العقود الأخيرة إلا أن آثارا اجتماعية بقيت، ومخلفات مريرة ترتبت، وعقد نفسية تجسدت وتفاوتا في الفرص لوحظ... كلها أمور تطفوا علي السطح من حين لآخر...
فكيف لنا أن نتجاوزها، مجتمعا، ونظاما وشعبا؟.
و ما هو العلاج الأمثل حتى تسير سفينة البلد بأمان وتصل إلي شاطئ المستقبل المنشود؟؟.
لو تمشينا في تاريخنا القريب نجد نوعا من الظلم، والاضطهاد، والاستعباد، لفئات من المجتمع تخالف كل القيم والشرائع والقوانين والتشريعات الإلهية والبشرية، فهي بدون شك مرحلة مدانة بغض النظر عن المبررات التاريخية والفقهية لها.
هذه المرحلة وقعت فيها أخطاء ومخالفات، وممارسات تخالف الإسلام يجب أن نعترف بها، وندينها ونتوب إلي الله منها، ولو أجازتها مقاييس عصرها.
لكنها مرحلة تجاوزناها ويجب أن نتجاوزها ونتسامح فيها ونلتفت جميعا إلي المستقبل...
وعلاجها ليس في ترديد مساوئها وأخطائها ولا في إذكاء جراحها وحزازاتها، وإنما في البحث عن حلول لها مستقبلية مبنية علي استراتيجيات تقضي علي مخلفات هذه الظاهرة وآثارها الماثلة للعيان، فما هي أهم الآثار المتبقية من هذه الظاهرة؟.
يمكن تلخيص آثار هذه الظاهرة في عاملين لأساسيين :
أ- انتشار الجهل والأمية: ويشمل فئة لحراطين وغيرهم من الفئات الاجتماعية.
ب- الفقر والتهميش، و ضيق الفرص أمام هذه الفئات...
هذه الفئة يمكن للبعض أن يجادل قائلا: أنها تتقلد أعلي المناصب في الدولة الموريتانية: من رئيس الوزراء إلي رئيس البرلمان مرورا بالوزراء والأمناء العامين والمديرين...
وهذا صحيح من جهة، إلا أن الهوة تتسع بين الفقراء والأغنياء ,والفرص تتضاءل أمام الشرائح الفقيرة... ونسبة الفقر في البلد تجاوزت 50% من السكان.
فظاهرة الفقر، والجهل والتهميش المتفشية في المجتمع الموريتاني وتقلص فرص العمل والإنتاج أمام كثير من أبناء هذا البلد... لايمكن أن نعالجه بالثورات والقلاقل وإثارة النعرات والطائفية المقيتة، وانكاء الجروح القديمة، والإنجرارات الاجتماعية و الإثنية، وترديد المظالم القديمة التي مات أهلها وأفضوا إلي ما قدموا، >>تلك أمة قد خلت لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت<< ولا يكون بمهاجمة (فقه المحظرة) والفقه المالكي المحلي والأجنبي، ولا بتبادل السباب، والتناثر بالألقاب لمجرد لون البشرة الذي هو من سنن الله في خلقه "واختلاف ألسنتكم وألوانكم".
نعم يحق للمنظمات المدنية والحقوقية أن تطالب بحقوق المواطنين، وأن تساهم في توعية وتنوير الجماهير بحقوقها، وتوجيهها نحو العلم والعمل والإنتاج، بل هذا هو مهمتها الأساسية، لا أن تسعي إلي تفكيك نسيج مجتمع وبنيته وتنكئة جراحا كادت أن تندمل، فنبش هذا التاريخ وترديد تلك المظالم، وإثارة النعرات والحقد علي من حباهم الله مالا أو منزلة، لا يساهم في تقدم المحرومين، ولا بنهوض المهمشين، ولا بشتم الفقه المالكي، والدعوة إلى الثورة علي فئة من المجتمع... كل هذا لا يخدم القضية التي نحن بصدد القضاء علي مخلفاتها وآثارها.
فالحل ليس في هذا ولا ذاك. ولا في جلد الذات، ولا في لعن القديم، وإنما في تجاوز هذا الواقع بكل سلبياته، وهذا الماضي الأليم، وذالك بعمل جاد وخطة محكمة، وإستراتيجية عملية، ورؤية مستقبلية نيرة، من قبل الدولة والمجتمع والمنظمات المدنية والحقوقية، والمستهدفين أنفسهم، لأنهم إذا لم يعوا واقعهم ويملكوا الإرادة، ويشاركوا في الحل فلن تزول مشكلتهم لأن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
والعلاقة بين السيد القديم ومعتوقه القديم لاتخلو من تعقيد، وتداخل يثير الريبة أحيانا عند البعض، فهي: إما علاقة انفصام نكد لاتربط أصحابه رابطة انتماء ولا رحم ولا ولاء... وإما علاقة أخوة حميمة... سمها علاقة انتماء أورحم أو ولاء أو ما شئت، فيها نوع من التعاون والتكافل الاجتماعي كما يجري عادة بين سائر أفراد القبيلة أو المجموعة، فهناك نوع من الاندماج بين السيد القديم و معتوقه لا ترتاح له المنظمات الحقوقية وتشكك فيه، فكل منهما يحتاج لأخيه، وكل طرف يليه حاجة الطرف الآخر
(الناس لناس من بدو وحاضرة ** بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم)
فالقضاء علي الظاهرة بتجلياتها المختلفة يحتاج إلي وقت وتربية ووعي لم نصل إليه بعد، فالتحولات الاجتماعية تحتاج إلي وقت طويل، وتربية شاملة، وتدرج وثقافة مجتمعية، ومساهمة فعالة في كافة مؤسسات المجتمع، من الأسرة إلي الجامعة، مرورا بالمدرسة، ووسائل الإعلام المختلفة كي تثمر وتؤتي أكلها.
ومساهمة منا في حل هذا الإشكال وتفكيك عقده نوصي بتطبيق هذه الوصفة :
أ- انقياد المجتمع لتعاليم الإسلام السمحة، فالناس في المنظور الإسلام (سواسية كأسنان المشط)، "لا فضل لعربي علي أعجمي إلا بالتقوى<< >>إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
ب- البعد والتوقف من الطرفين عن إنكاء الجراح، وإثارة الأحقاد والنعرات العرقية والفئوية المخالفة للإسلام والوضعية (دعوها فإنها منتنة) فهي لا تؤدي إلا إلى الفتنة والهدم والخراب الذي لا يخدم أحدا و لا جهة.
ت- سياسة تعليمية تربوية مجانية شاملة، تتضمن تشجيع الفئات المحرومة المستهدفة، وتمكنها من متابعة التعليم في جميع مراحله، ودمج هؤلاء في الحياة النشطة مدعومة بكفالات مدرسية، وإعانات ومنح تغري هؤلاء بمتابعة الدراسة في جميع مراحلها، وهذه السياسة يجب أن تؤازرها إستراتيجية لمحاربة الأمية الحضارية، ونشر الوعي الثقافي والحضاري داخل هذه الشرائح التي فرخ فيها الجهل وخيم الفقر.
ث- سياسة اقتصادية واجتماعية تساعد في تضييق الخناق على جيوب الفقر والحرمان وذلك بإيجاد مشاريع تنموية مدرة للدخل في تلك المناطق والجيوب، مع تكوين مهني يؤهلهم لمهن تساعدهم على العيش الكريم.. وقد بدأت الدولة تلتفت إلى جيوب الفقر ومثلثاته مؤخرا، فعليها أن تكثف الجهود وأن تسير على خطى مدروسة وفعالة ومجدية.
ج- الوعي بالمشكلة: أو التوعية: وهذا دور الأحزاب السياسية، والمنظمات الحقوقية والمجتمع المدني، والمستهدفين أنفسهم، لا أن يكون الأمر شعارا بغير مضمون، فلا تكفي السياسة التعليمية والاقتصادية لقضاء على ظاهرة التهميش والحرمان إلا إذا رافقها اقتناع من قبل المستهدفين المعنيين، وإدراكهم لواقعهم وسعيهم لتغييره.
ح- إشاعة التسامح والأخوة والتضامن بين شرائح هذا المجتمع المسلم الطيب الذي يحتضنه هذا الوطن الكريم، ويؤمن بهذا الدين القويم عن طريق المناهج التربوية والثقافة والإعلام، والجمعيات والاتحادات بعيدا عن السباب والتنابز بالألقاب.
فالعقيدة متجذرة، والمشكلة متداخلة الخيوط والأبعاد، ولا بد أن يشارك الكل في حلها: الدولة بأجهزتها المختلفة، والمجتمع بإطاراته وتنظيماته المتعددة، ووسائل الإعلام والثقافة والعلماء والمفكرون وأصحاب الرأي...
فإذا طبق الجميع هذه الوصفة والتزم الجميع بالتعاليم الإسلامية السمحة، فسنتجاوز مخلفات التاريخ ورسوبات الماضي وأخطائه بإذن الله، فعلينا أن ننظر إلى المستقبل وأن لا نظل أسرى أفكار ماضوية سوداء تفرق ولا تؤلف، وصراعات تاريخية مقيتة، فتلك مرحلة انتهت يجب تجاوزها، "وتلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت"، وتلك حقبة لم نساهم في رسمها طهر الله منها أيدينا فلا ينبغي أن نلوث بها أقلامنا وألسنتنا، فلننطلق جميعا إلى الأمام محافظين على سلامة سفينة هذا البلد حتى تصل إلى بر الأمان.
بسم الله الرحمن الرحيم
ردحذففي البداية نشكر لكم هذا التبيين والجهد الموضوعي لشرح قضية هامة وخطيرة هذه الايام وستعاني بلادنا الحبيبة ويلات وحروب اذا ما قضت علي مخلفاتها
المهم بالنسبة لي هو ان شخصية مثلك تطرح هذه المسألة بموضوعية كبيرة وحلول لها
يحب ان يعترف البيظان بان العبودية مازالت موجودة او مخلفاته التي هي اشد من العبودية اصلا وخاصة في بتمليت مع اني اعرف ان ذلك من المستحيل بالكاد وعلي العموم احيي فيك روح الشجاعة علي قول الحق
واذكر اني قد حاورت بعض شباب لحراطين عن ظاهرة العبودية في موريتانيا وقد اكد كل واحد منهم انه مستعد مستقبلا في التضحية من اجل هذه القضية
وهذامؤشر خطير يجب تداركه قبل فوات الاوان
وقد رايت بام عيني العبودية في الميسر حيث لا يسمح للحرطاني باعتلاء الفراش وحتي الصلاة في المسجد فهو خاص بالبيظان وهذا عار لان تلك البلدة يوجد فيها من يقولون بانه عالم.
وفي الاخير تقبلو فائق الاحترام