ذ/ ابراهيم ولد جبريل |
وُلد مشوها و عاش مهملا في ظروف كأنما صُممت كي تكون نموذجا للصعوبة و القسوة.. لذلك أجدني مدفوعا لأن أتحدث في موضوع العبودية و شعاري: "إن كنتَ شجاعا فافتح لك طريقا بين الأشواك"
العبودية منتوج رخيص كالمنتوجات الصينية لا تخلو منها نقطة في هذا العالم، إلا أن ذلك لا يُستدل به على ضرورة أو حتى إباحة السكوت على "ممارسة" أو "مخلفات" العبودية في موريتانيا، و لا معنى للتوقف و الاستفاضة في توضيح الفرق بين الممارسة و المخلفات لأن الخط الفاصل بين الاثنين لا يخلو من غموض و الجهد الضائع في فصلهما سيكون أكثر مردودية لو تم صرفه في نشر التوعية و التثقيف لذهنيات ساكنة الحواضر و آدوابة و ملاحقة الأسياد في تفرغ زينة.. بصراحة أنا عندما أعيش بمدينة أفلاطون المثالية سأنشئ منظمة للدفاع عن حقوق ذرة الهيدروجين وحيدة الألكترون! و المخطئ بلا شك هو من ينفي وجود العبودية و المصيب هو من يسعى لمحاربتها و لكن الأخير واهمٌ إذا تصور في الأمد القريب على الأقل أن بإمكانه القضاء بالضربة القاضية على العبودية لاسيما في ظل هذا الحكم و هذا القضاء...
و عليه فإن العبودية موجودة، ملموسة، محسوسة بموريتانيا إلا أن السؤال المطروح هو ما إذا كانت في تزايد أو تناقص و هل القوة الموجودة تدفع أو تكبح عملية الاستعباد؟ و السؤال الأكثر إلحاحا هو هل توجد بموريتانيا حركة أو حركات تحررية أم أنها مجرد تجمعات "سياسية" للضغط على الحكومات من أجل الحصول على كراسي و وظائف سامية؟ وهناك أسئلة يمكن إلحاقها بهذين السؤالين من قبيل:
هل القضاء على العبودية سيتم لو عُين "أحراطين" في مناصب سامية؟
ماذا قدمت حركة الحر لقضية العبودية بموريتانيا؟
ماهي أولويات شريحة لحراطين في المرحلة الراهنة؟...
طبعا أنا لست أهلا و لا أريد الإجابة على هذه التساؤلات بقدر ما أريد إثارة الموضوع و دعوة القارئ لأن ينظر فيه من زوايا مختلفة، فلعل ذلك يكون أنسب لقضية بهذه الدرجة من الأهمية و الانتشار...
المتتبع للتصريحات و النشاطات الأخيرة لِما يسمى كوادر حركة الحر بموريتانيا (و لا أعترض على التسمية) يحس أن ثمة حركية جديدة تزيد من تسارع نبض القضية و كأن شيئا ما يلوح في الأفق يروق للبعض اختزاله في صراع الخلافة لمسعود أو الخلاف معه و إن كان ذلك جزء من الصورة إلا أن الأمر في نظري قد يكون أكبر من ذلك لأن مسار القضية الآن يصل منعرجا جديدا يتطلب معاينة من نوع خاص و يستدعي تشخيصا أكثر عمقا و عناية، لهذا فإن حَمَلة لواء التحرير باتوا مدركين أكثر من غيرهم لضرورة البحث عن أبعد من ضجيج الكلمة، و عدالة القضية، و أصبحوا مطالبين بتقديم رؤية واضحة عن الأهداف التي يسعون لها و كذا عن الوسائل المستخدمة لذلك، معناه أن مجرد نقد تصرفات الأسياد أصبح حديثا معادا و لم يعد من الأهمية بمكان، و كذلك أصبح واضحا للجميع الغبن الذي يعاني منه الأرقاء السابقون والحاليون، و التحرر أصبح مطلبا عند الجميع بما فيه ممارسي الاسترقاق إلا أن الخلاف تحول إلى شكل الحرية المطلوبة فلكل تصوره الخاص و هذا ما لا يستوعبه البعض و يخلط مابين النضال من أجل التحرير و العمل على أن تتبوأ شريحة ما مركزا يخولها قيادة المجتمع بحجة أو بأخرى، و بهذا الخلط فهم يدفعون بالمجتمع إلى ثقافة الإنقلاب المسيطرة في "المشهد" السياسي و كأنه لا يمكن للسفينة أن تصل بر الأمان ما لم يكن القبطان هو فلان، بمنطق أنا أو الطوفان، و وجه الخطأ في هذا الطرح هو أن العدل لا يعني المساواة في دولة المؤسسات! و المناصب لا توزع بالقسمة الإقليدية إنما حسب الاستحقاق.. مخطئ من يعتقد أن الرئيس يجب أن يكون من الفئة أو الشريحة الأكثر في المجتمع، فالمناصب السياسية يُتحصل عليها بحسب قدرة السياسي على المناورة و الإقناع.. باراك أوباما لم يصل البيت الأبيض بأصوات السود و لم يكن ذلك مطلبا ملحا عندهم و لم يتعقد هو من كون القصر يسمى البيت الأبيض و مسعود ولد بلخير لم يترأس البرلمان بأصوات البرلمانيين "لحراطين"...
ما هكذا تشخص أو تعالج العبودية.. أنا حين أدخل قاعة للدراسة لا يهمني إن كان كل الجالسين على الطاولة الأولى بيضا أو سودا، المهم هو أن لا أتدخل في تمييزهم، و الأهم هو أن يشعر القاصي و الداني منهم بأنهم سواسية عندي و عند غيري...
حينما أنظر في الثلاث الأوائل من برنامج "البداع" أو "المداح" لا تستوقفني ألوانهم ولا تعني بالنسبة لي شيئا، المهم أن تكون المسابقة تمت بشفافية، و المعايير طبقت بصرامة، و نفس الشيء ينطبق على عمال التلفزة الوطنية و ينطبق على الحكام و على الولاة.. لم لا؟
شخصيا أعتقد أنه بعد تجريم الممارسة بنص صريح في عهد ولد الشيخ عبد الله، فإن الحكومة تكون قد وضعت عن كاهلها جزء كبيرا من المسئولية و أحرجت دعاة التحرر إحراجا ثقيلا من حيث لا يشعرون، وفعلا هذا لا يحل المسألة إلا أنه يدخلها في قائمة طويلة من القوانين المعطلة، و لولا أنها تمس شريحة معتبرة من المجتمع، و لولا أنها وجبة دسمة على الصعيد الدولي المعاصر، أقول لولا ذلك و لولا انقلاب 3 أغسطس المشئوم، لوجد "الثوار" بعد ذلك صعوبة كبيرة في إيجاد مستمعين لخطابهم القائم على التشخيص و التشهير..
صحيح أن البون شاسع ما بين القوانين و التطبيقات في بلدنا و استصدار قانون ضد أو مع قضية ما لا يعني أكثر من معالجة نص على الوورد «word ..
للأسف نحن شعب يعتبر القانون مجرد بيت عنكبوت يصطاد كل الحشرات الضعيفة و يتهاوى عند أول حشرة كبيرة تمر به!
للأسف نحن شعب أخذ من القبلية كل سيئاتها و لم يستفد منها حسنة واحدة..
للأسف نحن شعب يعتبر البياض نصف الجمال و القبيلة النصف الثاني و لتكن بعدهما لصا أو منافقا أو جاهلا سيزوجك شيخ المحظرة ابنته و سيستقبلك رئيس الجمهورية من بين الوجهاء، و ستكون أكثر قبولا حتى عند قادة AC من ذي الأنف الأفطس و الشعر الأجعد و البشرة السوداء من سلالة Niang أو أمحيميد.. نحن شعب ينظر بدونية إلى كل من يعمل في قطاع الخدمات.. نحن شعب يعتبر النجاح هو الحصول على منزل و أبناء و لا يهمه إن كان المنزل كزرة أو كان الأبناء فاشلين...
المشكلة أن الحرية كالشمس يجب أن تشرق من كل نفس، و نحن للأسف لمَّا نفهم بعد قيمة الحرية و لما نتذوق طعمها لأننا ببساطة لسنا مستعدين لدفع الثمن.. نحن لن نتحرر ما لم نعلم أن الحرية تعني الاعتماد على النفس و الوقوف على القدمين و هي بالتالي تقود إلى مزيد من المتاعب و الالتزامات و تحتاج لرصيد تربوي و معرفي هو أكثر ما ينقص الأخوة في آدوابة و لكصور..
كنت سأسعد لو أن الثوار دعاة الإنعتاق و نجدة العبيد تقدموا بمقترحات تربوية تدمج في المناهج الدراسية لخلق الأرضية المناسبة لما يطالبون به، أو تفضلوا بجمعيات خيرية لمساعدة الضحايا في الأحياء المعنية أكثر..
أما أن يقتصر الأمر على المطالبة بمناصب سامية كالولاة والوزراء و السفراء...فهذا من حقهم إلا أنه بصراحة يخدم المتكلم القائد أكثر من الصامتين المقودين!!
بقي أن أخص زميلي سابقا و رفيقي السيد بيرام ولد الداه بأن القضية أي قضية بحاجة إلى أنصار أعني أنصار من خارج الضحايا و القائد الحقيقي هو الذي يتحاشى الصدام ما أمكنه ذلك، أما أن نوزع الشتائم على العلماء و الفقهاء أو حتى على نجوم السينما لأنهم لم يتبنوا قضيتنا، أو أنهم لم يطرحوها بالقدر و الكيف الذي نريد فهذا خطأ لا يبرره إلا غباء صاحبه، و كان أنسب أن نحرجهم بأسئلة تخدم قضيتنا أو أن ندعوهم للحديث في هذا الموضوع، و شيئا فشيئا نجرجر الآخرين لهذا الخط أو ذاك.. وباعتقادي أن المسامحة في الأمور الاجتماعية ضرورة و ليست خيارا لأن الأمر يتعلق بالتربية و دور الفرد فيه محدود لدرجة أن آباء العبيد كانوا شركاء في عملية استعبادهم لأنهم يربونهم على عبادة أسيادهم فهل ندعوهم اليوم لكيل الشتائم لأسلافهم وتكون هذه حرية!!
أخي بيرام لابد من الصفح و لابد من التجاوز و النسيان و قديما قالوا " إذا كانت لك ذاكرة قوية.. وذكريات مريرة.. فأنت أشقى أهل الأرض".
العبودية منتوج رخيص كالمنتوجات الصينية لا تخلو منها نقطة في هذا العالم، إلا أن ذلك لا يُستدل به على ضرورة أو حتى إباحة السكوت على "ممارسة" أو "مخلفات" العبودية في موريتانيا، و لا معنى للتوقف و الاستفاضة في توضيح الفرق بين الممارسة و المخلفات لأن الخط الفاصل بين الاثنين لا يخلو من غموض و الجهد الضائع في فصلهما سيكون أكثر مردودية لو تم صرفه في نشر التوعية و التثقيف لذهنيات ساكنة الحواضر و آدوابة و ملاحقة الأسياد في تفرغ زينة.. بصراحة أنا عندما أعيش بمدينة أفلاطون المثالية سأنشئ منظمة للدفاع عن حقوق ذرة الهيدروجين وحيدة الألكترون! و المخطئ بلا شك هو من ينفي وجود العبودية و المصيب هو من يسعى لمحاربتها و لكن الأخير واهمٌ إذا تصور في الأمد القريب على الأقل أن بإمكانه القضاء بالضربة القاضية على العبودية لاسيما في ظل هذا الحكم و هذا القضاء...
و عليه فإن العبودية موجودة، ملموسة، محسوسة بموريتانيا إلا أن السؤال المطروح هو ما إذا كانت في تزايد أو تناقص و هل القوة الموجودة تدفع أو تكبح عملية الاستعباد؟ و السؤال الأكثر إلحاحا هو هل توجد بموريتانيا حركة أو حركات تحررية أم أنها مجرد تجمعات "سياسية" للضغط على الحكومات من أجل الحصول على كراسي و وظائف سامية؟ وهناك أسئلة يمكن إلحاقها بهذين السؤالين من قبيل:
هل القضاء على العبودية سيتم لو عُين "أحراطين" في مناصب سامية؟
ماذا قدمت حركة الحر لقضية العبودية بموريتانيا؟
ماهي أولويات شريحة لحراطين في المرحلة الراهنة؟...
طبعا أنا لست أهلا و لا أريد الإجابة على هذه التساؤلات بقدر ما أريد إثارة الموضوع و دعوة القارئ لأن ينظر فيه من زوايا مختلفة، فلعل ذلك يكون أنسب لقضية بهذه الدرجة من الأهمية و الانتشار...
المتتبع للتصريحات و النشاطات الأخيرة لِما يسمى كوادر حركة الحر بموريتانيا (و لا أعترض على التسمية) يحس أن ثمة حركية جديدة تزيد من تسارع نبض القضية و كأن شيئا ما يلوح في الأفق يروق للبعض اختزاله في صراع الخلافة لمسعود أو الخلاف معه و إن كان ذلك جزء من الصورة إلا أن الأمر في نظري قد يكون أكبر من ذلك لأن مسار القضية الآن يصل منعرجا جديدا يتطلب معاينة من نوع خاص و يستدعي تشخيصا أكثر عمقا و عناية، لهذا فإن حَمَلة لواء التحرير باتوا مدركين أكثر من غيرهم لضرورة البحث عن أبعد من ضجيج الكلمة، و عدالة القضية، و أصبحوا مطالبين بتقديم رؤية واضحة عن الأهداف التي يسعون لها و كذا عن الوسائل المستخدمة لذلك، معناه أن مجرد نقد تصرفات الأسياد أصبح حديثا معادا و لم يعد من الأهمية بمكان، و كذلك أصبح واضحا للجميع الغبن الذي يعاني منه الأرقاء السابقون والحاليون، و التحرر أصبح مطلبا عند الجميع بما فيه ممارسي الاسترقاق إلا أن الخلاف تحول إلى شكل الحرية المطلوبة فلكل تصوره الخاص و هذا ما لا يستوعبه البعض و يخلط مابين النضال من أجل التحرير و العمل على أن تتبوأ شريحة ما مركزا يخولها قيادة المجتمع بحجة أو بأخرى، و بهذا الخلط فهم يدفعون بالمجتمع إلى ثقافة الإنقلاب المسيطرة في "المشهد" السياسي و كأنه لا يمكن للسفينة أن تصل بر الأمان ما لم يكن القبطان هو فلان، بمنطق أنا أو الطوفان، و وجه الخطأ في هذا الطرح هو أن العدل لا يعني المساواة في دولة المؤسسات! و المناصب لا توزع بالقسمة الإقليدية إنما حسب الاستحقاق.. مخطئ من يعتقد أن الرئيس يجب أن يكون من الفئة أو الشريحة الأكثر في المجتمع، فالمناصب السياسية يُتحصل عليها بحسب قدرة السياسي على المناورة و الإقناع.. باراك أوباما لم يصل البيت الأبيض بأصوات السود و لم يكن ذلك مطلبا ملحا عندهم و لم يتعقد هو من كون القصر يسمى البيت الأبيض و مسعود ولد بلخير لم يترأس البرلمان بأصوات البرلمانيين "لحراطين"...
ما هكذا تشخص أو تعالج العبودية.. أنا حين أدخل قاعة للدراسة لا يهمني إن كان كل الجالسين على الطاولة الأولى بيضا أو سودا، المهم هو أن لا أتدخل في تمييزهم، و الأهم هو أن يشعر القاصي و الداني منهم بأنهم سواسية عندي و عند غيري...
حينما أنظر في الثلاث الأوائل من برنامج "البداع" أو "المداح" لا تستوقفني ألوانهم ولا تعني بالنسبة لي شيئا، المهم أن تكون المسابقة تمت بشفافية، و المعايير طبقت بصرامة، و نفس الشيء ينطبق على عمال التلفزة الوطنية و ينطبق على الحكام و على الولاة.. لم لا؟
شخصيا أعتقد أنه بعد تجريم الممارسة بنص صريح في عهد ولد الشيخ عبد الله، فإن الحكومة تكون قد وضعت عن كاهلها جزء كبيرا من المسئولية و أحرجت دعاة التحرر إحراجا ثقيلا من حيث لا يشعرون، وفعلا هذا لا يحل المسألة إلا أنه يدخلها في قائمة طويلة من القوانين المعطلة، و لولا أنها تمس شريحة معتبرة من المجتمع، و لولا أنها وجبة دسمة على الصعيد الدولي المعاصر، أقول لولا ذلك و لولا انقلاب 3 أغسطس المشئوم، لوجد "الثوار" بعد ذلك صعوبة كبيرة في إيجاد مستمعين لخطابهم القائم على التشخيص و التشهير..
صحيح أن البون شاسع ما بين القوانين و التطبيقات في بلدنا و استصدار قانون ضد أو مع قضية ما لا يعني أكثر من معالجة نص على الوورد «word ..
للأسف نحن شعب يعتبر القانون مجرد بيت عنكبوت يصطاد كل الحشرات الضعيفة و يتهاوى عند أول حشرة كبيرة تمر به!
للأسف نحن شعب أخذ من القبلية كل سيئاتها و لم يستفد منها حسنة واحدة..
للأسف نحن شعب يعتبر البياض نصف الجمال و القبيلة النصف الثاني و لتكن بعدهما لصا أو منافقا أو جاهلا سيزوجك شيخ المحظرة ابنته و سيستقبلك رئيس الجمهورية من بين الوجهاء، و ستكون أكثر قبولا حتى عند قادة AC من ذي الأنف الأفطس و الشعر الأجعد و البشرة السوداء من سلالة Niang أو أمحيميد.. نحن شعب ينظر بدونية إلى كل من يعمل في قطاع الخدمات.. نحن شعب يعتبر النجاح هو الحصول على منزل و أبناء و لا يهمه إن كان المنزل كزرة أو كان الأبناء فاشلين...
المشكلة أن الحرية كالشمس يجب أن تشرق من كل نفس، و نحن للأسف لمَّا نفهم بعد قيمة الحرية و لما نتذوق طعمها لأننا ببساطة لسنا مستعدين لدفع الثمن.. نحن لن نتحرر ما لم نعلم أن الحرية تعني الاعتماد على النفس و الوقوف على القدمين و هي بالتالي تقود إلى مزيد من المتاعب و الالتزامات و تحتاج لرصيد تربوي و معرفي هو أكثر ما ينقص الأخوة في آدوابة و لكصور..
كنت سأسعد لو أن الثوار دعاة الإنعتاق و نجدة العبيد تقدموا بمقترحات تربوية تدمج في المناهج الدراسية لخلق الأرضية المناسبة لما يطالبون به، أو تفضلوا بجمعيات خيرية لمساعدة الضحايا في الأحياء المعنية أكثر..
أما أن يقتصر الأمر على المطالبة بمناصب سامية كالولاة والوزراء و السفراء...فهذا من حقهم إلا أنه بصراحة يخدم المتكلم القائد أكثر من الصامتين المقودين!!
بقي أن أخص زميلي سابقا و رفيقي السيد بيرام ولد الداه بأن القضية أي قضية بحاجة إلى أنصار أعني أنصار من خارج الضحايا و القائد الحقيقي هو الذي يتحاشى الصدام ما أمكنه ذلك، أما أن نوزع الشتائم على العلماء و الفقهاء أو حتى على نجوم السينما لأنهم لم يتبنوا قضيتنا، أو أنهم لم يطرحوها بالقدر و الكيف الذي نريد فهذا خطأ لا يبرره إلا غباء صاحبه، و كان أنسب أن نحرجهم بأسئلة تخدم قضيتنا أو أن ندعوهم للحديث في هذا الموضوع، و شيئا فشيئا نجرجر الآخرين لهذا الخط أو ذاك.. وباعتقادي أن المسامحة في الأمور الاجتماعية ضرورة و ليست خيارا لأن الأمر يتعلق بالتربية و دور الفرد فيه محدود لدرجة أن آباء العبيد كانوا شركاء في عملية استعبادهم لأنهم يربونهم على عبادة أسيادهم فهل ندعوهم اليوم لكيل الشتائم لأسلافهم وتكون هذه حرية!!
أخي بيرام لابد من الصفح و لابد من التجاوز و النسيان و قديما قالوا " إذا كانت لك ذاكرة قوية.. وذكريات مريرة.. فأنت أشقى أهل الأرض".
ابراهيم ولد جبريل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق