أبوالأمة وباني موريتانيا ترجل في زمن عز فيه الرجال |
تلتقي اليوم عقارب ساعات الزمن عند العام الرابع والثلاثين بعد الإطاحة
بالأستاذ المختار ولد محمدن ولد داداه على يد ثلة من عناصر الجيش الوطني رأوا في
حكمه خطرا على وحدة البلد واستمراره.
جاء ضابط مغمور إلى الأستاذ في منزله، وبحياء مصطنع أخبره أن "
الجيش قد انتزع منه الثقة"، كان الضابط مكلفا من قادته بممارسة أولى طبعات هواية ممارسة القضاء على الأنظمة
المدنية، لاحقا ستتعدد طبعات الكتاب، تأتي كل طبعة أسوء من سابقتها مضمونا وإخراجا
وإن اتفقت جميع النسخ في توارد الأفكار ولعن السابق.
بأحذيتهم وضعوا حدا لنظام الأستاذ المختار ولد داداه، ونقلوه في سيارة
سيئة إلى معتقل صخري في أقصى الشرق الموريتاني، رأى القائمون على الانقلاب أنهم
حققوا الكثير لموريتانيا، لكن ممارساتهم المتسارعة للانتقام لم تترك لهم أي فرصة
للحديث عن الوطنية والهم العام.
بدأ السلطات سياسة الإقصاء الممنهجة ضد ولاية الترارزة بشكل خاص، وضد
مدينة بوتلميت بشكل أخص، فقد قررت النخبة العسكرية الجديدة، تحويل تلك المدينة
إلى " معتقل لأبنائها"، كان
إخوة الرئيس ولد داداه، وأقاربه إضافة إلى الأطر والمثقفين المنحدرين من ولايته
أول المستهدفين، وتواصلت الاعتقالات لتشمل كثيرا من الموريتانيين، فيما كان
الأستاذ أحمد ولد داداه يقضي إقامته الجبرية في بوتلميت والتي مكنته من حفظ القرآن الكريم، كان الأمير احبيب ولد أحمد سالم
يعلك لجام الأسى وهو سجين محمول في مؤخرة 404 تشق به وهاد المذرذرة إلى نواكشوط.
ضد الحداثة
كان قائد النخبة العسكرية العقيد المصطفى ولد محمد السالك واضحا جدا في
تصوره للنظام الجديد، الذي ينبغي أن يقوم على أنقاض عملية تحديث المجتمع الذي
قادها المختار ولد داداه، قال ولد محمد السالك إن " النظام البائد عمل ضد
مصالح الشعب والقيم التقليدية للموريتانيين".
غير أن نزعة الخلاف كانت أسرع من سعي ولد محمد السالك لاستعادة تلك القيم
الموهومة، فقد بدأت الثورة تأكل أبناءها، رحل ولد محمد السالك إلى سجن جديد، فيما
تضافرت الأحوال الجوية، وأحوال الخلاف السياسي بين العسكر لإرسال رئيس الوزراء والرجل القوى العقيد ولد
بوسيف في رحلة إلى السنغال انتهت بمقتله ورفاقه في قاع البحر، ولم تكلف اللجنة
العسكرية نفسها عناء البحث عن رجل أسهم سقوطه في بروز قامات جديدة كانت مغمورة
كثيرا.
وفيما كان العقيد الآخر محمد محمود ولد أحمد لولي يلوذ بدموعه وصلواته في
مكتبه الجديد رئيسا للدولة، كان المقدم محمد خونه ولد هيدالة يمارس عملية صعود
شاقة، جعلت منه رئيسا للجنة العسكرية، وبقبضة حديدة للغاية، بدأ ولد هيدالة ممارسة
مهامه رئيسا أوحد للبلاد.
ولد هيدالة لم ينس هو الآخر لولاية الترارزة، ولسكان بوتلميت أن أرضهم
احتضنت ميلاد المختار ولد داداه عام يوم من أيام الخمس الأولى من العقد الثالث
للقرن المنصرم.
وواصل ولد هيدالة هو الآخر أعماله الانتقامية، كان من بينها سعي حثيث من
اللجنة العسكرية حينئذ لحرمان مدينة بوتلميت من نصيبها من طريق الأمل الذي انطلق
من النعمة عائدا إلى موريتانيا، لكن قوة السفير الموريتاني في الكويت (مصدر
التمويل) محمد ولد الشيخ ولد جدو أسهمت في زحزحة الصلف العسكري والقبول باستمرار
طريق الأمل في خطه الطبيعي.
كان الانقلاب نهاية مرحلة مدنية استمرت 18 سنة، دون شك لم يكن المختار
الرئيس المثالي الخالي من كل العيوب، لكن في المقابل لم يستطع خلفاؤه القسريون لحد
الآن تقديم نموذج صالح للتبديد القناعة السائدة لدى الموريتانيين بأنهم أشخاص لا
يصلحون حتى لتنظيم المرور في عاصمة قليلة السيارات، أحرى قيادة بلد مضطرب.
قد يكون المختار ولد داداه أساء
التقدير كثيرا في إدخال موريتانيا في حرب الصحراء،
وهو قرار ما كان ليتخذ دون مشورة ورأي من قادة العسكر الذي لاذوا من "حر تيرس
الكبيرة" بمكيفات القصر الرئاسي.
لم يكن المختار الديمقراطي الأمثل في إفريقيا، لكنه في المقابل لم يصل
مرحلة الأحكام العسكرية التي أعقبته حيث يتم تسريح الموظفين بسبب الانتماء القبلي
والاجتماعي ويمارس الرصاص هوايته الأزلية في اقتناص أرواح الأبرياء، دماء كثيرة
سالت على وهاد الوطن بسبب حماقات العسكر.
لم يحقق المختار ولد داداه
لموريتانيا نهضة اقتصادية بالغة النمو، فموريتانيا في عهد المختار ليست سنغافورة
اليوم، لكن ألا يحق التساؤل هل تقدم الاقتصاد الموريتاني بعد وصول العسكر.
دع الإفلاس الاقتصادي وسوء التسيير والفساد وسرقة المال العام، وتقارير
المؤسسات الدولية تجيبك، لتقول إن العسكر كانوا بوابة الفساد الأكبر إلى
موريتانيا.
اعترف المختار كثير ا بأنه فوت فرصا كثيرة على موريتانيا وأن حجم الإنجاز
لم يصل الطموح، لكن متى يعترف العسكر بأن لم يعد في الإمكان أسوء مما مارسوه من
أخطاء سياسية وجرائم اقتصادية، واجتماعية ضد الوطن.
يرقد المختار في ضريحه في البعلاتية، لا شك أن كثيرا من محبيه يستغفرون
الله كل يوم ليغفر له أخطائه وحقوق المواطنين الذي تولى رئاستهم طيلة 18 سنة، ولكن
من يستغفر اليوم للعسكر الذي أطلق شرارة مسلسل الفساد والإرهاب السياسي الذي لا
نزال صرعى تيهه المقدور.
في ذكراكم ... أيها المختار .. وأيها العسكر لا بد أن نتقاسم معكم الشجون
والألم والذكرى والشوق، نتقاسم معكم الغصة والفرح، ندعو لكم وندعو عليكم، فتقاسموا
الذكرى، أشواق أمة انحرفت عن جادة التنمية والديمقراطية، وآلام أمة تركلها أحذية
العسكر كل حين .
صحيح ان الاستاذ المرحوم المختار ولد داده أب لهذه الأمة والمؤسس لهذه الدولة وجدير بالتقدير والإحترام من أي كان ،وصحيح أن ان النظم اللاحقة من بعده أسرفت في الفسادوالتخريب، ولم تعطيه حقه من الإعتبار والتقديرللأسف ؛لكن هذ لايعني بالضرور أن نظام المختار ولد داداه لم يكن فيه أي فساد،بالعكس كانت هناك زمرة فاسدة هي التي ادخلته في الحرب و صفقت له ،وكذالك لايعني أن الإطاحة به كانت خطئا تاريخيا بل كانت ضرورية لإنقاذ الدولة من الإنهيار
ردحذفمدونة مميزة ..
ردحذفشكراً ع الموضوع .... :)
yebouye lkatib wallllllah le ha7 weski w4e lguit ma5alig ch sda9 minou wnoub9ouk kint t3aravne eb rassak, ALLAH yari7mou nchalla,wejazih 5eyr 3an loome lislamiye jemi3an w3an mauritan 5oussan weri7ne min l3askar 9ariben wneb9i ba3d lilmou3ali9 ra9m wa7id nou mahou mounssiv wtoooooooooooowv,
ردحذفAVIS
ردحذفPOUR LE GERANT DU CYBER DE BOUTILIMITT SVP G PAS REçU LES PHOTOS QUE VOUS DEVEZ M'ENVOYER .
SVP C URGENT TELFENLI SUR LE 20175271