إعلان

إعلان

الأربعاء، 23 مايو 2012

الدكتور محمد محمود ولد الزبير يحصل علي " مشرف جدا " من المغرب


 الباحث محمد محمود ولد الزبير 

ناقش الباحث محمد محمود ولد الزبير في جامعة الحسن الثاني ـ المحمدية أطروحة دكتوراه الموسومة بـ"التراث النقدي عند الشناقطة خلال القرون 12، 13 و14هـ"، وقد ناقشه كل من الاساتذة: أ.د. محمد عالي خنفر مشرفا ومقررا، الدكتورة السعدية عزيزي رئيسة، والدكتور محمد لهلال مناقشا، والدكتورة أمينة أبو الغيال مناقشة.

وقد بدأت مراسيم المناقشة بتقديم الدكتور عرضا عن بحثه جاء فيه:
وفيه ثلاثة أبواب عنونت الباب الأول منها بالتراث النقدي من خلال الشعر، والباب الثاني بالتراث النقدي من خلال الشروح الأدبية، والباب الثالث بالتراث النقدي  من خلال كتب النقد والبلاغة والعروض.
وقد قدمت في الباب الأول تصورا عن رأي شعراء الفترة المدروسة من خلال ثلاثة مفاهيم نقدية: مفهوم الشعر، والطبع والصنعة، وأزمة الإبداع، وأبرزتُ على مستوى مفهوم الشعر تصورَ الشناقطة للشعر كمفهوم نظري يدل عند هم على نمط من القول، له مواصفات يقتضيها تشكله الإيقاعي، ومضمونه الدلالي، وعرضت أمثلة تتعلق بالرؤية الجمعية لنمط الشعر الذي تَحفظ له مقاييسُه شرعيةَ الانتماء إلى فن القول الخاضع لخاصتيْ الوزن والتقفية، وبينت أن أكثر النماذج التي تم عرضها كانت ردودا على تجاوزات يراها أغلبهم مخلة بحرمة الشعر.
وتعرضت للطبع والصنعة، من منظور شعراء الفترة المدروسة، وأظهرت أن مقاييس الاستحسان عند الشعراء تخضع لذوق الفترة التي يتكلمون عنها، دون أن يتبين بما فيه الكفاية تحديد النموذجية في نظرهم؛ باعتبار المفاضلة بين خاصيتيْ الطبع الذي يلازم عندهم السليقة، والبعد عن الإغراب، وعدم التكلف، مقابل الصنعة التي تستلزم التجويد، والإتقان، وإخضاع القول إلى التدبر والفحص، وكانت الرؤية النقدية عند أكثرهم غائمةً لا تميز في تقويمها المفاضِل بين المفهومين؛ ففي بعض النماذج يكون مقياس الجودة الطبع، ومرة تكون الصنعة؛ حسب ذوق المقوم، إلا أن أغلب النصوص يلاحَظ أنها تتوحد في التئامها -من حيث الدلالة -على الدفاع عن التراكيب اللغوية، والبناء العروضي للشعر، وتتفاوت النصوص في دقة التصور، والاتساق العام في منهجها النقدي.
وعند تشخيصي للظاهرة المتعلقة بأزمة الإبداع تعرضت لمجمل النماذج التي انتقيتها من المدونة، وكانت في أكثرها تلائم بين الإحساس بالأزمة، وتحديد مظاهرها، كما أعطَتْ بعضُ النماذج تصورا للخروج من الأزمة، وقد ظهر أن من بين الأصوات التي أعلنت عن الإحساس نموذجا جعل من الأزمة قضية لا تقتصر على الشعر وحده، وإنما يعم تأثيرها الشعر والشاعر، كما أظهرت أن الخروج من الأزمة لم تتشكل بنيته التي ستنجلي منها رؤية الشعراء في التعامل مع الظرف الجديد. وفي خلاصة الباب أظهرت أن المفاهيم الثلاثة التي تم التعرض لها لا تستمد مفاهيمها وآلياتها الإجرائية من أي مفهوم يتأسس على أصول نقدية ذات بعد منهجي، وإنما تخضع لرؤية نقدية تقوم على أسس ذوقية محلية؛ تعتمد مفاهيم، وممارسات تم التواضع عليها.
الباب الثاني التراث النقدي من خلال الشروح الأدبية:
لقد عرَّفتُ في هذا الباب القارئ على تصور نقدي يتعامل مع النص الأدبي بآليات ورؤية انتقائية، تقويمية، تبدأ أولى خُطْواتها من اختيار النص المشروح،  وقد تعاملت مع هذا الباب من خلال المحاور التالية: نشأة الشروح الأدبية ودورها في الكشف عن وظائف النص، منزلة الشروح الأدبية في الثقافة العربية، دور الشناقطة في الشروح الأدبية؛ وراعيت في المحور الأول من هذا الباب الاهتمام الكبير الذي حظي به النص الشعري، وحاولت أن أرجع أسباب ذلك إلى عوامل؛ دينية، وسياسية، وما يمكن أن ينشأ عن هذين العاملين من تطورات، تخدم حالة الأمن، والاستقرار والمعاش. وسعيت إلى التنبيه على ضرورة استغلال بعض القدرات التي ينبغي أن تصاحب قراءة النص؛ بتعداد الوظائف التي يؤديها النص الشعري؛ خدمة للتربية، والتعليم، والفن ... وتتبعت في المحور الثاني منزلة الشروح الأدبية في الثقافة العربية؛ بدءًا باختيار النصوص التأسيسية التي حظيت بعناية كبيرة من لدن الشراح، وبيَّنت أن اختيار هذه النصوص للشرح له دواعي كثيرةٌ، منها: خدمة القرآن والحديث، وإشاعة المعرفة بين الناس، وتسهيل لغة الشعر، وتوحيد الثقافة بين الشعوب. كما تتبعت في المحور الأخير أنواع التصانيف التي حظيت بعناية أكبر من لدن الشراح، وبينت أن منهجها التصنيفي يقوم على مستويين: تصنيف حسب الغرض، وآخر حسب الكم، وترسمت أهم الخطى التي درجت  عليها الشروح  عند  الشناقطة بادي الأمر، متى بدأت، ومن هم أهم روادها، وما هي دوافعهم لذلك، وكيف تم تعاملهم معها، ووضحت في هذا الباب أهمية الشاهد الشعري الذي يمثل المكون الثالث لنص الشرح، وعللت أسباب إثراء الشاهد للنص المشروح، وما يقدمه من خدمة للنص الجديد.
الباب الثالث: النقد من خلال كتب النقد والبلاغة والعروض 
بينت في هذا الباب أن أهم تجليات التواصل تتم عبر الروافد المعرفية التي وصلت منها الكتب إلى الشناقطة، وقسمتها إلى روافد مشرقية، وأخرى مغربية وأندلسية، واعتبرت التأثير المباشر بين الشناقطة وغيرهم رافدا آخر له قيمته العلمية، ومستواه في التأثير والتأثر. وعند تعرضي للبلاغة، عرضت للتعامل المحضري عند الشناقطة مع البلاغة، وعللت -بناءً على مستوى الاهتمام بها- أسبابَ التأخر في دراستها؛ وراعيت في ذلك بعض المعطيات التي حاولت أن تكون موضوعية بإرجاعها إلى منطق يُحَكم العقل، ويستنير بخبرة عن الثقافة العالمة، وترتيبها في الأولويات من طرف شيوخ المحاضر، وانتقيت نماذج من أفضل إنتاج الشناقطة في البلاغة؛ على مستوى القرون المدروسة. كما بينت في الفصل الثالث من هذا الباب أهم إنتاجهم في النقد والعروض؛ مبديا تصورا معللا عن نوعية تعاملهم مع هذه المعارف، وما ذا قدموه لها، وذكرت جوانب من تقصيرهم، وأرجعت ذلك التقصير إلى عوائق متعددة، ثقافية واجتماعية. وقدمت -من أفضل ما وصلت إليه يدي- نموذجين في النقد، واثنين في العروض، ليتضح بذلك إسهامهم في المجالين، ولا حظت أن التأليف في مجال النقد رافق الثقافة الأدبية عند القوم في مراحلها الأولى، بينما تأخر التأليف في العروض نسبيا.
ثالثا: النهايات وفيها: الخاتمة، وفهارس الموضوعات، ولوائح المصادر والمراجع.
السادة أعضاء اللجنة العلمية الموقرة هذه باختصار الملامح الرئيسية لهذا العمل، وقد توصلت من خلال دراسته إلى  نتائج وملاحظات أذكر منها:
الملاحظة الأولى: تتعلق بتاريخ وسياق المنطقة، فقد عرفت تنوعا في أسمائها، وتباينا في وسائل النظام السياسي الذي حكمها على الرغم من توحد المجال الذي تمت فيه كل هذه الأحداث.
الملاحظة الثانية: نصوص هذه الظاهرة متباينة بحيث يمكن أن ترد فقرة في كتاب لا علاقة له بالنقد الأدبي، أو تأتي في ثنايا شرح من شروح النصوص الأدبية، أو ضمن كتاب من كتب البلاغة، أوحتى في كتب تفسير القرآن.
الملاحظة الثالثة: عرف القرن الثالث عشر والرابع عشر عوامل مساعدة على النقد لاحقة على القرن الثاني عشر تتفق في ممارساتها المعرفية مع الواقع وتتسق معه في الإحساس بالتغير والتطور في الذوق العام وفي طبيعة الفن الشعري، مع مراعاة المقاييس الأخلاقية التي يستند إليها الشعر ضمن منظومة العادات والتقاليد التي يعكسها المستوى الثقافي عند شعراء القرن الثالث عشر والرابع عشر.
الملاحظة الرابعة:  الشناقطة في القرون المعنية، ودون الاستفادة من أي روافد نقدية أجنبية فهموا أن النقد في جوهره تعبير عن موقف كلي متكامل في النظرة إلى الفن عامة، أو إلى الشعر خاصة؛ حيث يبدأ بالتذوق وهو القدرة على التمييز ليعبُر من ذلك إلى التفسير والتعليل والتحليل والتقويم ثم التأليف، وقد تلمسوا كثيرا من مقتضيات الظاهرة النقدية، وهو ما يعكس عنايتهم بالأدب إنتاجا واستهلاكا.
وبعد تقديم الدكتور لتقرير عن اطروحته أخذ الكلام الطاقم المناقش وأبدوا إعجابهم بالبحث الذي اعتبروه باكورة في مجاله حيث ركز على النبش عن التقاليد النقدية عند الشناقطة من خلال مجموعة من المدونات الثقافية من بينها الشعر والشروح الادبية و كتب النقد والبلاغة والعروض في فترة شهدت فيها الثقافية الشنقيطية وخاصة منها الادب ازدهارا قل نظيره. وقد وفق الدكتور على حد ما ذهبت  اليه اللجنة المناقشة في الامساك بخيوط هذا التراث النقدي الذي رام تلمسه.
وقد أعطت اللجنة بعد نقاشها ومداولاتها للبحث ميزة مشرف جدا وللعلم فهي أعلى ميزة تمنح في الجامعات المغربية..

هناك تعليق واحد: