الكاتب محمد ولد عبدو |
لايوجد أحسن من اليونانيين في صياغة الخيال والابتعاد في عالم الغرائب في أساطيرهم ، لقد صاغ اليونان أبطالا بمقاييس متميزة جدا الى أبعد الحدود فصنعوا مجتمعا يقدس الأبطال وأجيالا تقلدهم وتسعى خلف حلم وحيد وهو أن يذكر التاريخ أسماءهم كما ذكر الأسماء الأسطورية من قبيل "أخيل ، بريسيوس ، هركليس ، الكسندر " ، لو رجعنا الى قصة أي شخص من هؤلاء ـ رغم الهامش الخيالي العريض الذي لا يوصل لك حقيقة هؤلاء ـ لوجدت أنهم يستحقون بجدارة أن يكونوا أبطالا بكل المقاييس .
أخيل المهووس بالمجد وعاشق الحرب و بريسيوس نصف الإله من اب من الآلهة الاغريقية وأم بشرية حارب الآلهة نفسها وهزم جنودها وذهب الى العالم السفلي لينقذ البشر ، هركليس المغامر الأسطوري ، كل هؤلاء الأبطال الخياليين صممهم اليونان كي يجعلوا من طريق البطولة في ثقافتهم طريقا وعرا يحتاج منك أن تفعل المستحيل كي تصنف "بطلا" .
كان الإسكندر المقدوني أحد الشباب الطموحين الباحثين عن تخليد ذكراهم متأثرا بكل ألئك الأبطال ، ولخصوصية ثقافة البطولة اليونانية وصعوبتها حرر اليونان من الفرس وفتح الهند وملك مصر وبنى مدنا في فترة وجيزة باختصار ملك العالم كله وهو غير ضامن بعد أن المجتمع سيطلق عليه اللقب السحري "بطل" .
كان الإسكندر المقدوني أحد الشباب الطموحين الباحثين عن تخليد ذكراهم متأثرا بكل ألئك الأبطال ، ولخصوصية ثقافة البطولة اليونانية وصعوبتها حرر اليونان من الفرس وفتح الهند وملك مصر وبنى مدنا في فترة وجيزة باختصار ملك العالم كله وهو غير ضامن بعد أن المجتمع سيطلق عليه اللقب السحري "بطل" .
عندنا ............ !
لو صنفنا اليونان كأقصى أمة في صعوبة اطلاق صفة "بطل" فإن موريتانيا هي النقيض البعيد من ذالك ، نحن ننتج صفة "البطل" بسهولة انتاج البيض في مزرعة تحوي آلاف الدجاج الخصيب جدا ، عايشت قصة عزل الغيلاني رغم انها قضية مؤسفة لما تظهره من احتقار القضاء ، رغم أن الغيلاني هذا كان رجل الجنرال في أروقة القضاء وكان يستخدمه في القضايا السياسية التي يريد فيها أحكاما يحددها الجنرال نفسه ويقوم الأخير فقط بقراءتها ، رغم ذلك آلمني عزله بتلك الطريقة والمسرحية المتقنة التي مثلها امام المحكمة حين داهمته قوات الحرس كانت مقطعا رائعا يضاهي المقطع الأخير في رائعة شكسبير "هاملت" ، لكن الغريب أن الباحثين عن الأبطال الذين يوزعون الصفة بالمجان وفق معادلة عاطفية بحتة أو فقر في مادة البطولة الحقيقية أطلقوا عليه بطلا .
أذكر أحدهم قال بالمناسبة : "كنت أفقد الأمل تماما في موريتانيا لكن حين رأيت أمثالك من الأبطال النادرين عادت إلي الأمل من جديد ايها البطل"
قام أحدهم ـــــــ في حمى صفحات "كلنا" ــــــ بفتح صفحة من أجله تحت عنوان "كلنا الغيلاني" ، وكثر الهرج والمرج حول بطولته حتى ذهب بعضهم أنه سيكون أحد أهم الأسباب لاسقاط الجنرال .
لو رجعنا إلى الغيلاني على المستوى الشخصي وتناسينا صفة التبعية للجنرال وكونه ليس أكثر من أداة يبطش بها لو غفلنا كل ذالك فعلى الأقل ليس بطلا بأدنى المقاييس ، لم يقم بأي شيء ليكون بطلا ، لم يفعل إلا أن هاجمه الحرس وأخرجوه من مكتبه المكيف الذي كان يطبق فيه نزوات الجنرال باسم القضاء .
أظن الارتباط العاطفي بقضايا معينة للكثير منا يجعل تصنيف الأشياء عندهم على معايير عاطفية بحتة ، بمعنى أنك حين تعارض شخصا ـــ كالجنرال مثلا ــــ فأنت مستعد لتحويل كل من يقف ولو للحظات ضده أو يناصبه الجنرال عداءا أو مقربين من الجنرال بطلا حتى لو كان أبعد من تلك الصفة ولايبحث عنها أصلا ، أنت تصنع من كل من يرضيك ــ ولو للحظة ــــ بطلا في حينٍ هو ليس إلا بطيلا .
لو صنفنا اليونان كأقصى أمة في صعوبة اطلاق صفة "بطل" فإن موريتانيا هي النقيض البعيد من ذالك ، نحن ننتج صفة "البطل" بسهولة انتاج البيض في مزرعة تحوي آلاف الدجاج الخصيب جدا ، عايشت قصة عزل الغيلاني رغم انها قضية مؤسفة لما تظهره من احتقار القضاء ، رغم أن الغيلاني هذا كان رجل الجنرال في أروقة القضاء وكان يستخدمه في القضايا السياسية التي يريد فيها أحكاما يحددها الجنرال نفسه ويقوم الأخير فقط بقراءتها ، رغم ذلك آلمني عزله بتلك الطريقة والمسرحية المتقنة التي مثلها امام المحكمة حين داهمته قوات الحرس كانت مقطعا رائعا يضاهي المقطع الأخير في رائعة شكسبير "هاملت" ، لكن الغريب أن الباحثين عن الأبطال الذين يوزعون الصفة بالمجان وفق معادلة عاطفية بحتة أو فقر في مادة البطولة الحقيقية أطلقوا عليه بطلا .
أذكر أحدهم قال بالمناسبة : "كنت أفقد الأمل تماما في موريتانيا لكن حين رأيت أمثالك من الأبطال النادرين عادت إلي الأمل من جديد ايها البطل"
قام أحدهم ـــــــ في حمى صفحات "كلنا" ــــــ بفتح صفحة من أجله تحت عنوان "كلنا الغيلاني" ، وكثر الهرج والمرج حول بطولته حتى ذهب بعضهم أنه سيكون أحد أهم الأسباب لاسقاط الجنرال .
لو رجعنا إلى الغيلاني على المستوى الشخصي وتناسينا صفة التبعية للجنرال وكونه ليس أكثر من أداة يبطش بها لو غفلنا كل ذالك فعلى الأقل ليس بطلا بأدنى المقاييس ، لم يقم بأي شيء ليكون بطلا ، لم يفعل إلا أن هاجمه الحرس وأخرجوه من مكتبه المكيف الذي كان يطبق فيه نزوات الجنرال باسم القضاء .
أظن الارتباط العاطفي بقضايا معينة للكثير منا يجعل تصنيف الأشياء عندهم على معايير عاطفية بحتة ، بمعنى أنك حين تعارض شخصا ـــ كالجنرال مثلا ــــ فأنت مستعد لتحويل كل من يقف ولو للحظات ضده أو يناصبه الجنرال عداءا أو مقربين من الجنرال بطلا حتى لو كان أبعد من تلك الصفة ولايبحث عنها أصلا ، أنت تصنع من كل من يرضيك ــ ولو للحظة ــــ بطلا في حينٍ هو ليس إلا بطيلا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق