إعلان

إعلان

الخميس، 2 يونيو 2011

وحش كاسر غضبان " قصة قصيرة "



الكاتب أحمد ولد شعبان 
فجأة قطعت فتاة طريقنا و نحن نسير في بط ء في الأدقال و بين الوديان، حيث كنت أنا و عروة و سعاد و ســــعد و فلان بن فلان، نتعاطى حديث الملاحم عن قيس و عنترة و بطولات كليب و النعمان...و قبل الغروب كان هو ظرف الزمان، قطعت المسكينة طريقنا و هي تناشد و تصرخ بفم مليان: ساعدوني... النجدة...النجدة...أنقذوني يا إخوان...أنقذوني يا فتيان. وكان صراخها يملأ كامل المكان.
ألقت بنفسها بيننا بلا غطاء و لا حذاء، و الدم يكاد يغطي جسمها الناعم، و هي تكاد تكون عارية لولا قطعة قماش صغيرة أخفى الدم لونها الوردي، تبكي فتولول، تولول فتبكي، تنتف شعرها فتصرخ، تلطم فخديها بكفيها و تخدش وجهها فلا تبالي، تإن بشدة سرعان ما تصرخ من جديد: يا ويلي... يا ويلي... أنقذوني...أرجوكم لا تتركوني...
تكررها وهي تبكي بشدة، متوددة إلينا رافعة يديها كمن هو في المحراب، و كانت ذات حسن و جمال يأسران كل فتى، بل كل إنسان، أخذت رداء سعاد ثم اقتربت منها وجعلته فوق أطرافها محاولا لملمة جراحها، عانقت الفتاة  سعاد، و ستقرت في الأحضان. 
قلت بصوت بارد: على مهلك...إهدئ...على مهلك... لا تخافي...نحن هنا...أنت في أمان!!
تكرر وهي تإن و تتنهت في حضن سعاد: لا تتركوني...أرجوكم...خذوني  معكم...آه..آه
قلت: حسنا... حسنا... إطمإني سنفعل ذلك...لكن ماذا جرى؟؟...هيا أحكي لنا الذي كان.
قالت: مات الأهل...و الأقارب...و ماتت الجران...و لم...و لم...ولم يبقى لي سوى
         لحمي و شرفي، فهربت بهما من ذلك العدوان...أرجوكم ساعدوني.
كانت تعبر و الدموع تنهمر من العينان الساحرتان، و الكلام المتلعثم يثقل اللسان، حرارتها ترتفع بشدة، و جميع أعضائها ترتجف كالزلزال، بل تغلي كالبركان.
فجأة- وهي تروي لنا الحكاية – سمعنا صوتا مخيفا قادما من الغرب، كصوت الوحش الكاسر الغضبان، ذعر الجميع و حملقت الأعيون و سيطر الخوف على القلوب... فر عروة قبل ســـعاد، و هرب ســــعد و فلان، ثم هرولت أنا مسرعا عجلان قبل أن أفر و أترك الفتاة بالمكان، وحدها في الأدقال و بين الوديان،  بين يدي وحش كاسر غضبان....أفٍ لي يا ترى أأنا إنسان؟! أ لهذا الحد أنا جبان؟؟!!

                                                        أحمد شعبان                       

هناك تعليق واحد:

  1. اسكي حت حت اسكي اسكي هذه قصة قصيرة حت حت حت وشينه حت حت حت حت حت حت
    واندعنكى لاتيت تكتب القصص هذو اجيب الغصص

    ردحذف