إعلان

إعلان

الجمعة، 28 أكتوبر 2011

مات القذافي . . . و ولدت التحديات



(( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعزمن تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيئ قدير)) صدق الله العظيم.

تظهر الشعوب العربية خلال كل  يوم من أيام موسم ربيعها أنها مازالت جادة في المضي قدما في تطهير أنظمتها السياسية من الديكتاتوريات الراكدة  و المتعفنة في سدة الحكم منذ عقود، و الغريب في الأمر أن هذه الانظمة لم تنجح يوما سوى في إضعاف البلاد و العباد، و نهب الخيرات، كأنهم جراد منتشر، كسروا الأقلام النيرة، و استعبدوا الأحرار . . . إلخ.
غير أن رياح التغير الجديدة أزكمت الكثير من الأنظمة العربية الفاسدة، منهم من اسقطته بفعل قوتها، و منهم من هو في آخر طور السقوط. كما فرض هذا الربيع إصلاحات سياسية جذرية و أخرى أقتصادية عميقة في بعض الدول العربية، كما فتحت أملا جديدا لدى الشعوب العربية.

 هنا أود التحدث عن الشأن الليبي، بعد أن تمكن الثوار من قتل فرعونهم الليبي معمر القذافي ملك ملوك إفريقيا و أوروبا و أمريكا الشمالية و الجنوبية. . . إلخ، و الذي جسد المعنى الحقيقي لكلمة " أنا الدولة، و الدولة أنا " فأفسد ما أفسد، و قتل من قتل في سبيل بقاء ملك زائل.

قد يقول قائل أن المجلس الوطني الإنتقالي الليبي هو من أدخل حلف الشمال الأطلسي (الناتو) في الشأن الليبي، و أنه هو من أحاك أمر التآمر ضد ليبيا . . . إلخ. لكنه في الوقت نفسه يتجاهل قتل القذافي لأكثر من 10 آلاف متظاهر خلال الأسبوع الثاني على الإتجاجات السلمية في بنغازي و البيضاء و الزاوية، ناهيك عن أكثر من 70 ألف قتيل هي حصيلة قتلى الحرب الأهلية التي وعد بها، و كان عند وعده، كما يتجاهل أيضا إستفزاز القذافي المستمر للدول الغربية، و كأنه يقول لهم ضمنيا " تعالوا و دمروا كل شيئ فأنا راحل، و ليبيا لا تستحق شيئا من بعدي " و لا ننسى أن ليبيا دولة نفطية، و مقصد لجميع الأطماع الأجنبية.

و هذا الكلام لا يعني أنني أحبذ التدخل الأجنبي في ليبيبا، لكنه كان شر لا مفر منه، رفضوه فالبداية فكان فأرغموا عليه.

و هنا أيضا ليس المهم أيهما كان السابق على الآخر " الدجاجة أم البيضة " أي أيهما كان السبب في تدخل "الناتو" في ليبيا، أهو القذافي أو المجلس الوطني الانتقالي الليبي؟، لأن هكذا جدل  أصبح اليوم أمرا مفروقا منه، فالناتو تدخل و القذافي قتل و كان ما كان، لكن ما يجب أن توجه إليه الأنظار الآن هو إعادة إعمار ليبيا من جديد، و التغلب على تلك التحديات الجسام التي تركها القذافي بعد رحيله، و مما يجب على المجلس الوطني الأنتقالي الليبي القيام به – و في أسرع وقت ممكن – هو:

§        بسط الأمن في جميع أنحاء ليبيا حتى يشعر المواطن البسيط أنه في أمان و أن الحياة تعود إلى طبيعتها.

§        تشكيل حكومة وطنية توافقية إنتقالية تتولى شأن البلاد خلال المرحلة الإنتقالية.

§        سحب جميع السلاح من أيدي المدنين – سواء كان خفيفا أو ثقيلا – و دمج من كان منهم عاطلا عن العمل في سلك العسكر و قوات الأمن.

§        عودة العسكر إلى ثكناته العسكرية و ترك الشأن السياسي للساسة المدنين، و إلا سنعود إلى المربع الأول، و سنشهد إنقلابات عسكرية جديدة تؤدي بطبيعة الحال إلى ممارسات ديكتاتورية خطيرة.

§        إنشاء جيش وطني بعيدا عن الولاءات للاعتبارات الجهوية و القبلية الضيقة، يكون مسوؤلا عن أمن حدود ليبيا.

§        مراجعة القضاء و إصلاحه، و وضع دستور جديد تشارك في تأسيسه جميع النخب الليبية سواء كانت في الداخل أو الخارج، ثم عرضه على المواطن للإستفتاء، حتى يشعر الليبي أن التغير فعلا حصل.

§        تنظيم إنتخابات برلمانية و رئاسية شفافة - يحضرها مراقبون محليون و دوليون - يسمح فيها للجميع بالمشاركة، ثم حل المجلس الوطني الإنتقالي، و حظر الترشح على أعضائه لمنصب رئاسة ليبيا خلال فترة من الزمن . . .

كثيرة هي التحديات التي تركها القذافي بعد رحيله، و من أخطرها أيضا تلك الأعداد الهائلة من الجواسيس و العملاء الذين نشرتهم الدول الغربية خلال التدخل عسكريا في ليبيا من أجل جمع المعلومات الاستخباراتية، و الآن- و للأسف- لم تعد تخفى عليهم خافية في ليبيا، و هو أمر بالغ الخطورة، إضافة إلى رد الجميل لدول حلف الشمال الأطلسي و الولايات المتحدة الامريكية دون تبعية لهم و دون إهدارهم لخيرات ليبيا و عبثهم بها. كل ذلك و أكثر و التعامل معه بحزم و حذر يقع على عاتق المجلس الوطني الإنتقالي، و هو نفسه المسوؤل اليوم عن تأمين الحدود من المهاجرين غير الشرعين و من عناصر القاعدة و تجار السلاح و المخدرات . . .إلخ، و يعني تجاوز هذه التحديات مع إضافة إصلاحات سياسية و إقتصادية معتبرة نجاحا كبيرا للثوار، يعطي للثورة معنى و للحرية نسيما.



الأستاذ/ أحمد شعبان          

هناك تعليقان (2):

  1. هذا المقال المبتور لا ينم عن موقف سكان بوتلميت التي يكن الكثير منهم المودة للشهيد معمر القذافي عليكم بسحب هذا المقال التافه و لتعلموا أن موقعكم أصبح أتفه

    ردحذف
  2. راي الاستاذ احمد لاينم عن راي جميع اهل بتلميت لكنه راي احمد _وهذا مهم_لكنه في الواقع يعبر عن راي شريحة واسعة من شباب المقاطعة.لقد ورد في هذا المقال عرض جيد للواقع لليبي واستراتيجية مستنيرة سياسية للخروج من الازمة الحالية بغض النظر عن المتسبب بها.

    ردحذف