إعلان

إعلان

السبت، 24 ديسمبر 2011

الناهة منت سيدي أوهمتْ " كادير "وأحمد سالم ولد سيدي انها تصلح البث قبل أن تحبط المحاولة

الصحفية الناهة منت سيدي 
هنا نواكشوط ..... نفس المقطوعة تتردد عبر الاثير تبعثها المذيعة المخضرمة الناهة بنت سيدي من الاستديو الذي درجت على ان تدخله لتقديم نشرة الاخبار من "اذاعة الجمهورية الاسلامية الموريتانية" وهي اذ ذاك شابة في العشرين، مضت اربعون سنة على اول نداء ناعم انبعث من بين اصوات غليظة ، ومضت معها ذكريات امتزجت بحلوها ومرها كي ترسم مسيرة ام المذيعات مثلما يلقبها الصحفيون في الحقل الاعلامي بموريتانيا اليوم.


تتتجول المذيعة القديرة بين مواد ارشيف اذاعة موريتانيا وكانها قطعة من ذلك التاريخ الذي يختزل تجربة اذاعة احدث انطلاقها ثورة في عالم الا سلكي واعتبره اهل ذلك الزمان من سكان موريتانيا احدى الامارت الكبرى لقيام الساعة ثم انتظروا قليلا حتى تطلع الشمش من مغربها يقول محمد فاضل وقد تداعت الذكريات والاحداث في مخيلته العتيقة مستحضرا تلك المواقف"

بين استهجان شريحة واسعة من المجتمع للوظيفة التى تولتها منت سيدي واستنكار بل وفتاوي التحريم التى قابل بها علماء دين ذلك الصوت النسائي المميز من قبيل "ان المراة لا ترفع صوتها الا بذكر الله" كان على الناهة بنت سيدي ان تنتظر بعض الوقت للحصول على فتاوى موازية تبين نعمة الخلاف الفقهي لقد جاءت فتاوي الشيخ عدود رحمه الله والشيخ حمدا اطال الله بقاءه لتشد من ازر المذيعة وتمنحها حماية وتزيدها اندفاعا في الوظيفة التى قدر لها ان تعمل فيها ، فاستطاعت امتصاص سهام العواذل و المضي في مسار ها كاذاعية تفرض نسقها و تشد انتباه المستمعين قبل وبعد الفاصل الموسيقي لكل نشرة اخبار تقدمها.

يختلط الاعلامي بالسياسي في حياة المذيعة التى اشتغلت ايضا في المجال السياسي كاحدى كاتبات حزب الشعب الموريتاني الحزب الوحيد الحاكم منذ الاستقلال والى غاية انقلاب يوليو 78 ، انتسبت الى اول منظمة مسائية سياسية في تاريخ البلد كانت برئاسة السيدة مريم داداه وكانت تدعى المجلس الاعلى للنساء كنا اربعة كتاب اتحاديين حزب الشعب "فيفي منت افيجي" وانا و"بباها ولد احمد يوره" ومحمد ولد خيار رحمة الله عليه كنا ننفذ برامج الحزب نقسم القطع الارضية ونعمل على توفير المساعدات للاحياء الفقيرة .. نؤطر وننظم.. باختصار ندبر شؤون الحزب كلها " تقول الناهة ،

بسقوط نظام المختار ولد داداه ارتكست طموحات المذيعة فكان عليها ان تهتم بعملها وتحاول الترقي في السلك الوظيفي وقد تراست تحرير الاخبار، كما تولت مسؤولية مصلحة اخرى في الاذاعة، بيد ان منت سيدي واجهت تحديات جمة في الاذاعة لعل اخطرها مغامرتها في وجه ضباط محاولة انقلاب مارس 1981 ضد نظام المقدم محمد خونة ولد هيدالة ، "كنا في الاذاعة عندما كانت الساعة تقترب من الثامنة والنصف صباحا اذ دخل علينا "كادير واحمد سالم ولد سيدي واخرون" .. كاوا يحملون بيان الانقلاب و وهو مكتوب بكل اللغات الوطنية .. طلبوا من يقرؤ ه اخبرتهم ان البث غير متاح في الوقت الحالي بسبب غياب المدير الفني للاذعة كان اسمه انذاك حبيب الله وضرورة ربط الاثير بمركز الارسال خارج العاصمة .. امروني بالصمت بحجة انني لست خبيرة تقنية .. ارسلنا للمدير الفني الذي ذكر نفس العلة .. وجهوا اسلحتهم صوب رؤوسنا وامرونا بالبحث عن حل فوري كنا اربعة على ما اتذكر انا واليدالي ولد الشيخ ولد حمد محمود وعبد الله انغيدا وشخص اخر .. تظاهرت امامهم بانني اجري اتصلات بمركز الارسال "سانترمتير" .. في الحقيقة لم اكن اتكلم مع اي كان مجرد اجراءات تمويه واطالة وقت لحين حدوث الفرج .. كنت اخاف على ولدي وابنتي اللذين يدرسان في الثانوية الوطنية وهي محاذية للاذاعة .. تمكلني الخوف عل ابنائي من خروج الوضع عن السيطرة قررت ان اطيل المكالمة وان اتظاهر بان الخلل جار اصلاحه حتى التحقت بنا فرقة الحرس التى انهت التمرد"

تدرك الناتهة بنت سيدي ان الرواية حول قصة افشال انقلاب مارس 1981 يتم تداولها من عدة اوجه لكنها تحتفظ بتجربتها تلك وتنتظر التاريخ لانه هو من يحكم في النهاية" كما تقول
  
لم تكن الناهة بنت سيدي اول مذيعة في رديو موريتانيا فحسب ولكنها ايضا اول وجه تلفزيوني يقدم نشرة الاخبار عبر الشاشة الصغيرة . امتدت تلك التجرية سنوات في التلفزيون حتى التقاعد .. تقاعدت من العمل التلفزيوني ولاتزال تعمل في الاذاعة .. اذاعة تقول الناهة بنت سيدي انها لم تكرمها يوما ولم تمنحها اي وسام في حين كرمت على يدي الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر 1967 والرئيس التونسي الراحل لحبيب بوركيبة .. ورئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ زايد .. و كرمها الرئيس المختار ولد داداه في احتفالية الاستقلال عام 1977 منحها ميدالية الاستقلال وكرمتني موريتانيا 2002 لقد مثلت البلد في العديد من المحافل الدولية تضيف الناهة

تبدو منت سيدي وبعد هذه التجربة سعيدة لكنها غير راضية تماما على الطريقة التى تتم بها المكافاة .. المعاملات في هذ البلد لاتخضع لمعايير موضوعية الانطباع الشخصي فقط هو من يحدد المسار لذا فان الكثير من المواهب تموت بدم بارد وسط عتمة الحيف وصعود من لايستحقون منصات التكريم .. كم يحدث ذلك من مرة في بلادنا وكم هو خطير على مستقبل البلد .. العجزة والفاشلون يتجاوزون والاكفاء يتركون في مؤخرة العربة يقول احد المبدعين
  
يقول احد متابعي اذاعة موريتانيا منذ عقود انه مندهش من اذاعة لا تشجع المواهب .. طوال مسارها لم اسمع انها ..كرمت المذيعة الناهة بنت سيدي .. لم تستفد الناهة من اي نوع من التشجيع او الاعتراف بالجميل .. لم يمنحوها سيارة ولا مسكن كل ما لديها هو ملك لها .. حققته من مجهوداتها الذاتية .. تعلق احدى صديقات الناهة

رغم ذلك تشعر اول مذيعة في موريتانيا انها ادت جانبا كبيرا من رسالتها وانها تستمر في ذلك ما كتب الله لها الحياة ..


الريم موقع المرأة الموريتانية 

هناك تعليقان (2):

  1. Merri meguel manek metna3talou , i7achmek mednak jat 3lik rou7 4ou leb6al el2briya2 , ili la ikathar emthalek w ye3melek nchalla ma te3gbihoum bel5er wla le7lal eli issare6nek nchalla 8ark w i8awguek meraret edenye nchalla

    ردحذف
    الردود
    1. Amiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiin nchallah
      .......................

      حذف