إعلان

إعلان

الجمعة، 25 فبراير 2011

المتقاعدون أحياء يحرمون

الأستاذ اسماعيل ولد باهداه
لقد اتبع الرئيس محمد ولد عبد العزيز السنة الترشحية وقدم برنامجا حافلا نال إعجاب الكثيرين، وذكرت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة أن جله أنجز والباقي قي طريق الإنجاز، وقد اشتهر الرئيس باهتمامه بالفقراء والمهمشين إلى أن لقب برئيس الفقراء واشتهر كذلك بحرصه على الوفاء بالتزاماته، ومن بين ما ورد في البرنامج تعهده بتحسين وضعية المتقاعدين، ومسلم أنهم من الفقراء.
 ونظرا لهذا وذاك كانت أعناقهم تشرئب منتظرة بين الفينة والأخرى قائمة طويلة من التحسينات يذكرون منها: المساواة بين الفئات، زيادة عامة، تمويل مشاريع صغيرة ومتوسطة، منح قطع أرضية وتعويضات عن السكن، وثقتهم الكبيرة بالرئيس جعلتهم واثقين كل الثقة أن هذا سيتحقق وأن تأخيره لأسباب عارضة عن قريب تنقشع.
 وإذا كانت الرياح تجري بما لا تشتهي السفن فتتضمن الخطابات والردود ما لا يتشهي المتقاعدون.
 لقد طرح النواب على وزيرة الوظيفة العمومية مشكلة المتقاعدين وكانت ردودها تتركز على شرح تقنية حساب المعاشات أو "المجاعات" وتمنت في الأخير أن تكون وفقت في الرد، ويبدو أن أمنيتها لم تتحقق هي الأخرى، فالنواب لم يقتنعوا ولم يقتربوا من الاقتناع. وآمال المتقاعدين نسفتها وحل محلها اليأس والإحباط، وأظهرت أن المشكلة لم تحظ بأي نوع من الاهتمام في السابق وأخيرا أشعلت فتيل حرب كلامية حامية الوطيس بينها وبين النواب، وفي هذه المعركة استخدم النواب آليات فعالة قطعوا بها الطريق أمامها إلى أن لجأت إلى القانون وحملته المسؤولية، وكأنه كتاب مقدس لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لا يغير ولا يبدل وكأنه لم يوضع أساسا للمصلحة وحفظ الحق، وهنا أضع سؤالا في فراغ "في أي خانة نضع التباين بين فئتين تتطابق وضعيتاهما ؟ أوضح معلم متقاعد في الدرجة العاشرة معاشه 65.000 أوقية، ومعلم متقاعد في نفس الدرجة والإطار معاشه 33.000 أوقية، أفي خانة العدل يوضع هذا؟".
 في فرنسا كان القانون يفرق بين المتقاعدين الفرنسيين وغير الفرنسيين، فعدل القانون وتمت المساواة بينهما، ما الذي يمنع موريتانيا من تعديل قانونها والتسوية بين متقاعديها؟
 وبكل الأسف لم تشر الوزيرة ولو إشارة خفية على أن القانون سيراجع، بل تركت الساحة ولسان حالها يقوم: المتقاعدون مجموعة نخرت الشيخوخة عقولهم وأبدانهم، وأذاقتهم وضعيتهم الأمرين الفقر والتهميش، والدهر كفيل بتسوية مشاكلهم، فالموت يحصدهم زرافات ووحدانا ووشيكا يختفون في أجداثهم وينتهي أمرهم.
 لاشك أن المتقاعدين بلغوا من الكبر عتيا، وأن وضعيتهم المزرية تضعف القوي وتزيد الضعيف ضعفا، وأن "مال للمرء خير في حياته إذا ما عد من سقط المتاع"، أليست موت الرحمة أسرع وأرفق بهم؟ فلما لا تطبق عليهم؟ وبنظرة أخرى خاطفة من زاوية أخرى مغايرة ندرك جليا أن نسيج المتقاعدين يتركب من علماء في كل الاختصاصات، وضباط سامين وسياسيين ومفكرين ومهندسين... و... و .... ولصول محترفين وقطاع طرق ماهرين. وأنهم ما زالوا يفكرون فيفهمون فيتأثرون فيتصرفون ويؤثرون.
 أبى القلم أن يتوقف عن الكتابة قبل أن يقدم تشكراته وتهانئه للسادة النواب المحترمين على قيامهم بواجبهم أحسن قيام معبرا عن فخره واعتزازه بكفاءتهم العالية واهتمامهم البالغ بالوطن والمواطنين، ويهدي إليهم مليارا من الشكر معفوا من الضرائب.
 اسماعيل ولد باهداه 
مدير مدرسة شهلات الحرة بأبي تلميت 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق