إعلان

إعلان

الثلاثاء، 1 فبراير 2011

محمدن ولد الرباني: المطلب الأساسي إذن هو تحسين ظروف الأستاذة

نقيب أساتذة التعليم الثانوي/ الأستاذ محمدن ولد الرباني
قال نقيب أساتذة التعليم الثانوي في موريتانيا الأستاذ محمدن ولد الرباني إن ظاهرة العقدويين هي  أحد المظاهر الكاشفة عن حقيقة الأزمة التعليمية في بلادنا ونتاج طبيعي للارتباك والارتجالية التي طبعت إصلاح 1999 فنظرا لانعدام الإجراءات المصاحبة لهذا الإصلاح أصبحت المواد العلمية تعاني من نقص حاد تلجأ الإدارة إلى تعويضه بعقدويين لم يتلقوا أي تكوين وربما كانت شهادة بعضهم في غير التخصص المطلوب:  .

وأكد الأستاذ الرباني في مقابلة مع السراج على  أن ظاهرة العقدويين تحولت  إلى نمط جديد من الفساد الإداري حيث يكون للزبونية والمحسوبية دور يغلب على دور الحاجة فتجد العقدوي في التربية الإسلامية والعربية من التخصصات التي لا يوجد نقص فيه على المستوى الوطني.

نص المقابلة

السراج1- بعد سنتين من إضرابهم الكبير ..كيف يصف النقيب محمدن ولد الرباني وضعية أساتذة التعليم الثانوي

محمدن ولد الرباني : بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ولاعدوان إلا على الظالمين والحمد لله رب العالمين
في البداية لا بد من إسداء الشكر إلى موقع السراج الإخباري على إتاحته هذه الفرصة الطيبة لتنوير الرأي العام بحقيقة المأساة التي تعانيها شريحة الأساتذة التي هي قناديل الشعب ومصابيحه  تهديه لكل خير وتنمية وتطور وتصرفه عن كل شر وفقر وتخلف.
وبالنسبة لهذا الإضراب الذي ذكرتم به هو غرة في جبين الدهر وومضة تاريخ لن تنسى للأساتذة وإن حاول البعض الاستفادة منها ثم الالتفاف عليها فمنذ ذلك الإضراب عادت للأستاذ ثقته بنفسه وصار مهيبا لدى الإداريين والمسؤولين التربويين وتحسنت إلى حد ما النظرة الاجتماعية نحوه .

ورغم ذلك فإن الوضعية التي يعيشها الأساتذة ما تزال وضعية مزرية بكل المقاييس،  فلا بنى تحتية تعين الأستاذ على أداء مهمته النبيلة والحيوية والديناميكية،  ولا التكوين الأولي فاعل ، ولا التكوين المستمر منتظم ومخطط وفاعل ومتناغم مع المستجدات،  كما أن الفصول مكتظة أشد الاكتظاظ تتجاوز في بعض الأحيان مائة تلميذ في وقت يفترض ألا يتجاوز عدد التلاميذ 35 تلميذا في الفصل،  ووسائل الإيضاح غائبة...ناهيك عن المخابر المجهزة والحدائق ودور العرض وندرة المرجع المعين.
هذا عن تكوينه وتهيئته لمهمته.أما عن دخله وقدرته الشرائية التي لا بد أن تنعكس على أدائه فحدث ولا حرج عنها لدرجة صارت موضع تندر المجتمع  فهل تعلم أن متوسط راتب الأستاذ من السلك الأول 80000 أوقية رغم ما روجت له السلطات من الزيادات التي هي سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده أما متوسط راتب أستاذ سلك ثان فهو 90000 أوقية ولعمري إن دار أبي سفيان أوسع لقريش من هذا المبلغ لحاجات الحياة التي لا تنحصر.
ومما يزيد الأمر سوء تزايد الأسعار بمتتالية حسابية إن لم نقل إنها هندسية.ومما يزيد إحساس الأستاذ بالغبن وشعوره بالتهميش أن يرى قطاعات لا يمكن بحال أن تساميه في المنزلة والفاعلية والمؤهل يضاعف دخل عمالها دخله.
بل إنه يرى في قطاعه توزيعا لا يمكن استيعابه ففي الوقت الذي لا يتجاوز راتبه راتب المعلم بعشرة آلاف أوقية كمعدل نجد أن دخل أقل أستاذ من أساتذة التعليم العالي يزيد أكثر من ضعفين على الأقل على متوسط راتب أستاذ سلك ثان في التعليم الثانوي.
فإذا كان الدخل على أساس الوظيفة فليتساو الجميع في المؤهل والدخل والوظيفة وإذا كان على أساس المؤهل فليكن التباين في الدخل على أساسه كذلك.
فوضعية أستاذ التعليم الثانوي اليوم ظلم  عند كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

السراج2- برأيكم ماهي أبرز القضايا المطروحة للأساتذة والتي تعتبر مطالب مستعجلة بالنسبة للنقابة

محمدن ولد الرباني :المطلب المستعجل والأساسي للأساتذة هو تصحيح هذا الوضع الظالم والخطأ والذي لا يمكن أن يستمر لأن الأساتذة شبوا عن الطوق ولن تهدأ الساحة التعليمية ما لم يتحسن وضع الأستاذ.
صحيح أننا  نفتح المجال للحوار للذي يظل مفقودا من الشريك وصحيح أننا نهدأ حينا بانتظار تحقيق أمور ملموسة لكنه هدوء يسبق العاصفة النضالية السلمية إذا أخلفنا ما كنا نأمل.
المطلب الأساسي إذن هو تحسين ظروف الأستاذ عموما وعلى وجه الخصوص تأتي مراجعة نظام الأسلاك وزيادة علاوات الطباشير والتحفيز والتجهيز والازدواجية وتعدد الاختصاصات واحترام المعايير وإكسابها صبغة قانونية وفتح مجال الترقية  وحل مشكل الأساتذة ضحايا إصلاح 1999 في أولوية المطالب.


س3- ماهو موقفكم في النقابة من التعديل الوزاري،المتعلق بالتعليم والهيكلة الجديدة للتعليم في موريتانيا.

محمدن ولد الرباني : الحقيقة أننا ننظر إلى الإرادة لا إلى شكل الإدارة ولا نرى حتى الآن إرادة تصدق الأفعال منها الأقوال، وهل يغير من وضعية الأستاذ أن يحمل اسم وزير لوحمله إذا كانت حالته حالة أجير مقاول به من الباطن ( جرنالي )؟  فالعبرة بالمعنى لا بالمبنى.

السراج - التقيتم رئيس الجمهورية قبل سنة...والآن تذكرونه بالوعود التي قطع على نفسه ..هل ترون أن هنالك من يقف في وجه الاستجابة لمطالبكم.

محمدن ولد الرباني : بدون شك هناك المفسدون الذين لا يريدون للثروة أن تتجاوز البنود التي يمكن التلاعب بها، وثمة من يحرص على أن يثبت أن النضال لا يمكن أن يثمر، وإنما مزايا العمال منح تفضلية من السلطات،  وهؤلاء وأولئك لا يريدون لمطالب الأساتذة أن تتحقق لأنها على حساب هذا وذلك.
أضف إلى ذلك أن رئيس الجمهورية يحتاج إلى تذكير مستمر من القائمين على القطاع الذين هم الواسطة بيننا وبينه و البعض ربما تندرعليهم  بأنهم إجلالا لفخامة رئيس الجمهورية  لا ينبهونه إذا غفل ولا يذكرونه إذا نسي لأنهم يحفظون جيدا قول الشاعر :
لا تطلبن بني آدم حاجـــــــــة  وسل الذي أبوابه لاتحجب
فالله يغضب إن تركت سؤالــــه      وبني آدم حين يسأل يغضب
السراج : كيف تفسرون انتشار المتعاقدين بكثرة في أوساط أساتذة التعليم الثانوي.

انتشار ظاهرة العقدويين هو أحد المظاهر الكاشفة عن حقيقة الأزمة التعليمية في بلادنا ونتاج طبيعي للارتباك والارتجالية التي طبعت إصلاح 1999 فنظرا لانعدام الإجراءات المصاحبة لهذا الإصلاح أصبحت المواد العلمية تعاني من نقص حاد تلجأ الإدارة إلى تعويضه بعقدويين لم يتلقوا أي تكوين وربما كانت شهادة بعضهم في غير التخصص المطلوب.
هذه الضرورة التي ذكرنا لم تقدر بقدرها بل تحولت ظاهرة التعاقد مع عقدويين إلى نمط جديد من الفساد الإداري حيث يكون للزبونية والمحسوبية دور يغلب على دور الحاجة فتجد العقدوي في التربية الإسلامية والعربية من التخصصات التي لا يوجد نقص فيه على المستوى الوطني.
ولا بد من التنبيه هنا إلى أننا لا نعني مجموعة 500 القادمة  من محو الأمية والتي يجب أن ترسم بعد أن تتلقى تكوينا تربويا تتسلح به في تأدية مهمتها النبيلة.

السراج : في حالة استمرار الوضع على ما هو عليه ما المتاح - نقابيا - أمام الأساتذة للإقدام عليه لفرض تحقيق مطالبهم.
محمدن ولد الرباني : كل ما يتيحه القانون مع مراعاة الساحة الوطنية وتعاطي النظام عموما مع هموم الأستاذ وآخر الدواء الكي وقد يكون أنفعه.
السراج :  هل لايزال الإضراب احتمالا مطروحا بالنسبة لكم

محمدن ولد الرباني :هو الكي المذكور في الجواب على السؤال السابق ونرجو ألا نحمل عليه حملا.
السراج:  ماهي رسالتكم التي توجهونها للأساتذة والشركاء الاجتماعيين:

محمدن ولد الرباني: رسالتنا إلى الأساتذة أننا على الدرب ماضون وفي النضال صامدون وبأصواتهم مجلجلون وما قولنا لهم تأهبوا واستعدوا إلا من باب المثل الشعبي : ( أحكم أحكم اتزيد ألا احكيم) 
  أما رسالتنا إلى الشركاء الاجتماعيين فهي أن يستفيدوا من الماضي القريب وأن يستجيبوا لمطالب النقابة باعتبارها تمثل الحد الأدنى من تحسين ظروف الأساتذة الذين هم القلب النابض في المجتمع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق