إعلان

إعلان

الثلاثاء، 28 فبراير 2012

الذكري الأولي لرحيل "شهيد الوطن"

الشهيد أحمد ولد ألمين 
فتىً مات بين الضرب والطعن ميتةً               
 تقوم مقام النصر إن فاته النصر


تردى ثياب الموت حمراً فما دجا           
 لها الليل إلا وهي من سندسٍ خضر 

مضى طاهرالأثواب لم تبق روضةٌ               
 غداة ثوى إلا اشتهت أنها قبر

عليك سلام الله وقفاً فإنني                         
 رأيت الكريم الحر ليس له عمر


ابو تمام


في مثل هذا اليوم السادس و العشرين من فبراير من العام المنصرم (26-02-2011) استشهد الشاب و الدر كي أحمد ولد ألمين ولد ألمين فال عن عمر يزيد علي الثلاثة عقود قليلا ، و الذي كان قائدا لكتيبة الدرك الوطني التي كانت تطارد عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في ولاية لبراكنه مطلع شهر فبراير2011 ضمن حلقات مسلسل الحرب التي تقوم بها موريتانيا بالنيابة ما يجعلها كلب حراسة للغرب ، و التي يدفع ثمنها فلذات أكبادنا وخيرة جنودنا المرابطين علي ثغور الوطن ، الساهرين علي أمنه و استقراره و المضحين بأرواحهم دونه.

لكن الأسوأ من ذالك هو أن ندفع هذا الثمن الباهظ و أن نخسر كل هذه الأرواح من جنودنا ، فيقابلون بالإهمال و التجاهل سواء من طرف المؤسسة العسكرية أو من طرف الحكومة ، بينما يتظاهرون بالاهتمام بحالات قليلة يجدون أنفسهم مجبرين علي ذالك ، نظرا لكونهم استشهدوا تحت أنظار الجميع و في أرض المعركة.

الشهيد أحمد ولد ألمين ولد ألمين فال -الذي قرر في لحظة مفصلية من تاريخه أن يخدم وطنه فالتحق بسلك الدرك الوطني-  ليس سوي أحد هؤلاء الذين كانوا ضحايا الإهمال و التجاهل ، فقد بدأت رحلته مع الإهمال منذ تعرضه للإصابة في ساحة المواجهة ، حيث لم يجد أبسط رعاية ولا اهتمام من طرف زملائه  الذين تركوه طريح الفراش في مستشفي "بوكي" إلي أن تم نقله إلي نواكشوط من طرف ذويه بعد تدهور حالته الصحية ، ولم تكن أيامه في نواكشوط أحسن حال من التي سبقتها ، حيث قضي أكثر من أسبوعين يتعالج علي نفقة ذويه رغم قدراتهم المحدودة وسط تجاهل ملحوظ من قبل القائمين علي المؤسسة العسكرية حيث لم يكلفوا أنفسهم بزيارته حتي.

حينها وعندما لم ينصفه أهل الدنيا اختاره الله إليه ، نعم رحل في صمت ، رحل إلي جوار ربه الرؤوف الرحيم لينصفه و هو ألطف و أرحم به من كل أهل الدنيا.

و قد أردت من خلال هذه الأسطر التذكير بالذكري السنوية لرحيل الشهيد و إطلاع الرأي العام الوطني علي مثل هكذا أشخاص قضوا سبيلا في أمن و استقرار البلاد و ضحوا بأرواحهم الغالية ، و نفوسهم الطاهرة ، و دمائهم الزكية مقابل ذالك.

اللهم ارحمه و ارحم جميع شهدائنا الأبرار  و اغفر لهم و تجاوز عنهم و أسكنهم فسيح جناتك و تقبلهم بين الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا ، وإنا لله و إنا إليه راجعون.


حسام ولد خلف

هناك تعليق واحد:

  1. سيد احمد ولد محمد يسلم ـ انواذيبو1 مارس 2012 في 10:18 ص

    اللهم ارحمه
    وبارك في خلفه
    اود تنبيه القائم علي هذه المدونه ان يخرج بها من محيطها الضيق
    والا فليسمها مدونة ''احد احياء بتلميت اليوم''
    وهذا ليس تحاملا مني علي جهد كبير كهذا يشكر لهذا الشابر
    لكن غيرة مني علي مدينة قدمت كل شئ لهذا البلد
    وتنكر لها الكل حتي ابناؤها (الاطر بالمئات ولكن !!!!!)
    اتمني لكم التوفيق في تطوير هذا الجهد

    ردحذف